تنتهي الخميس المدة التي أمهلتها إيران للدول الأوروبية الموقعة على خطة "العمل الشاملة المشتركة" لحماية نظامها المصرفي في ضوء العقوبات الأميركية ضدها.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قال الأربعاء إن إيران ستسرع من تخصيب اليورانيوم بعد أن تنتهي الخميس 27 حزيران/ يونيو، مهلة ممنوحة للدول الأوروبية كي تتحرك لمنع ذلك.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كشف الثلاثاء بأن بلاده "ستتخذ خطوات جديدة في السابع من تموز/ يوليو الداخل لتقليص التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي بما فيه البند الذي يحدد لها نسبة تخصيب لا تتعدى 3.67 في المئة.
يذكر أن إيران كانت تخصب اليورانيوم قبل التوقيع على الاتفاق مع أميركا والدول الأوروبية بدرجة نقاء تصل إلى 20 بالمئة.
عند إبرام الاتفاق مع إيران قدّر المحللون (أميركيون وأوروبيون) أن إيران كانت قادرة على امتلاك التقنية والمواد لصنع قنبلة نووية، إلا أن الاتفاق قيد حسابات إيران من خلال الحد من كميات اليورانيوم التي يمكن تخصيبها ومستوى التخصيب.
وهو بالضبط ما تهدد إيران بفعله الآن وقد "تخلصت" من التزاماتها تجاه الاتفاق.
متى يصبح التخصيب خطرا؟
كميات اليورانيوم عالي التخصيب الموجودة في جميع أنحاء العالم هائلة، إذ تصل إلى ما يقرب من 1300 طن، في حين أن الكمية اللازمة لقنبلة واحدة ليست سوى بضع عشرات من الكيلوغرامات أو أقل.
تقول الدراسات التقنية إن اليورانيوم عالي التخصيب و"البلوتونيوم" ضروريان لصناعة الأسلحة النووية، وبينما البلوتونيوم أكثر خطورة، إلا أن اليورانيوم عالي التخصيب أكثر على أمن الدول لأنه يمكن أن ينقل بطريقة سهلة، كما يمكن إخفاؤه خلال انتقاله من نقطة لأخرى.
معهد بحوث السلام لفرانكفورت يؤكد أن "عشرات الكيلوغرامات من اليورانيوم تكفي لصناعة متفجرات قاتلة وتتعقد الأمور إذا وصلت هذه الكمية بين أيادي الإرهابيين".
"وصول دول داعمة للإرهاب إلى تخصيب اليورانيوم وحده يعتبر خطرا، ناهيك عن تخصيب كميات كبيرة منه" يشير المعهد.
إيران المتعطشة لإعادة مشاريعها النووية تمتلك عددا من المواقع لتخصيب اليورانيوم، أبرزها مفاعل فوردو، وآراك، وأصفهان وكذلك نطنز.
وعلى مر السنين أحاطت إيران منشآتها بالسرية التامة حتى على الإيرانيين أنفسهم، وهو ما زاد من تخوف المجموعة الدولية من نوايا إيران الحقيقية وراء تكتمها على برنامجها للتخصيب.
والإثنين، أقرت واشنطن عقوبات جديدة على إيران استهدفت قادة في الحرس الثوري، لتزيد بذلك الضغوط على طهران.
كما وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا بفرض عقوبات مالية على إيران، وقال إن ذلك يعد "ردا قويا ومتناسبا على تحركات إيران الاستفزازية المتزايدة".
وقال ترامب: "لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي مطلقا"، مؤكدا أن الكرة الآن في الملعب الإيراني للتفاوض.
كما أعلن وزير الخزانة ستيفن منوتشين أن واشنطن ستدرج وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف على القائمة السوداء وستجمد مزيدا من الأصول الإيرانية المقدرة بمليارات الدولارات.
يذكر أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قررت الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 مع إيران لإجبار الأخيرة على إعادة التفاوض من جديد بشأن برنامجها النووي والصاروخي.