الرئيس التركي مع طالبات جامعيات في حفل عقد بالقصر الرئاسي في مايو/آيار الماضي
الرئيس التركي مع طالبات جامعيات في حفل عقد بالقصر الرئاسي في مايو/آيار الماضي

منذ أن تولى حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا، بدا وكأن مظاهر العلمانية التركية تنحسر.

العدالة والتنمية بقيادة رئيسه رجب طيب أردوغان أكد مرارا على تمسكه بقيم العلمانية ونهج مؤسس الدولة كمال أتاتورك، لكنه في الوقت سعى الحزب إلى إعطاء مساحة لما يسميه "القيم الإسلامية" في المجتمع التركي.

ويبدو أن عملية "الأسلمة" كما يحلو للبعض تسميتها، بدأت في اتخاذ منحى جديد،بعد أن تحدث أردوغان  عن مميزات الفصل بين الجنسين في التعليم الجامعي.

أردوغان قال خلال مشاركته في قمة العشرين التي عقدت في اليابان مؤخرا، إن الجامعات اليابانية الـ 80 الخاصة بالنساء "مهمة جدا".

وعند عودته إلى أنقرة، قال أردوغان "خلال قمة العشرين، رأيت 10 بالمئة من جامعات اليابان الـ 800 مخصصة للنساء".

وأضاف أردوغان بحسب ما نقل عنه موقع T24 التركي "أريد أن أذكر المجلس التركي للتعليم العالي. هذا مهم جدا. إن تركيا يجب عليها اتخاذ خطوات مماثلة".

تصريحات أردوغان أثارت حفيظة أتراك على مواقع التواصل الاجتماعي، رأوا أن النموذج الياباني ليس دستورا لكي يتم تطبيقه بشكل كلي.

يقول هذا المغرد "الرئيس أردوغان معجب بأن 10 بالمئة من جامعات اليابان للنساء فقط. إنه يظن أن تركيا عليها أن تسير في نفس الاتجاه وتنشئ جامعات مثل هذه. ما السبب وراء فصل النساء عن الرجال؟"

​​أما هذه المغردة فتقول إن "السيد أردوغان ذهب إلى اليابان، وكان الشيء الوحيد الذي استلهمه من هناك هو جامعاتهم النسائية، مرحبا بكم في درس آخر حول كيفية الرجوع بدولة إلى 500 عام مضت".

​​المحللة ألميرا بايراسلي قالت في تغريدة "جامعات نسائية فقط في تركيا؟، أردوغان زار إحداها في اليابان ويريد إنشاء مثلها في تركيا. هل هو فصل أم تمكين (للنساء)؟، هذا موضوع حساس في تركيا".

​​يذكر أن اليابان احتلت مرتبة متأخرة في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين لعام 2018 والصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، إذ احتلت المرتبة الـ 110، فيما احتلت تركيا المرتبة الـ 130.

ويعتبر فصل الرجال عن النساء أحد أكبر مظاهر انتهاك الإدارة التركية الحالية لعلمانية الدولة التي ينص عليها الدستور، والتي تعد إحدى الركائز الست التي قامت عليها الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك.

وكان أردوغان قد طالب باتخاذ إجراءات لفصل الذكور عن الإناث في المدن الجامعية عام 2013.

ومنذ أن أنشأت الجمهورية التركية في عام 1923 على يد أتاتورك، تم إغلاق العديد من المدارس الدينية ضمن تطبيقات قانون "قانون توحيد التعليم"، إلا أنها عادت لتفتح مع مرور الوقت.

وتعد مدارس "إمام خطيب" أو الخطباء التي تخرج منها الرئيس التركي أردوغان، أحد أبرز المدارس الدينية في تركيا، وقد زاد عدد هذه المدارس منذ تولي العدالة والتنمية الحكم.

وخلال العقد الأخير، زاد عدد مدارس الخطباء في تركيا بشكل ملحوظ، إذ ارتفع العدد من بضع مئات إلى 5 آلاف مدرسة في 2017، بحسب وكالة رويترز.

وقد رفعت حكومة أردوغان تمويل مدارس الخطباء بنسبة 68 بالمئة في عام 2018، لتصل إلى 1.5 مليار دولار.

يذكر أن في تركيا نحو 207 جامعة، يدرس فيها سبعة ملايين و740 ألف طالب، منهم ثلاثة ملايين و500 ألف من النساء، بحسب إحصاءات وزارة التعليم التركية لعام 2018/2019.