المدير الفني للمنتخب المصري خلال كأس الأمم خافيير أغيري وبجانبه اللاعب عمرو وردة
المدير الفني للمنتخب المصري خلال كأس الأمم خافيير أغيري وبجانبه اللاعب عمرو وردة

كريم مجدي

تحركات على جميع المستويات وهجوم حاد وجه لاتحاد الكرة المصري، عقب الخسارة المهينة لمنتخب "الفراعنة" على أرضه أمام منتخب جنوب أفريقيا بنتيجة 1-0، في الدور الـ 16 لكأس الأمم الأفريقية المقامة في مصر.

وعقب الخسارة مباشرة، أعلن رئيس اتحاد الكرة المهندس هاني أبو ريدة استقالته هو والجهاز الفني للمنتخب، داعيا أعضاء مجلس إدارة الاتحاد لتقديم استقالاتهم، والذين تلكأ بعضهم مثل أحمد شوبير، فيما لا يزال مصير استقالة الكابتن مجدي عبد الغني، أبرز من وجه إليهم أصابع الاتهام، غير مؤكد حتى الآن.

​​لكن، سواء استقال عبد الغني أم لا، فإنه في حكم المقال بحسب المحلل الرياضي محمد البنهاوي، فبعد استقالة 50 بالمئة من الأعضاء، يعد المجلس منحلا حسب اللوائح.

ولفت البنهاوي خلال حواره مع موقع الحرة أن استقالات أعضاء اتحاد الكرة تمت بعد ضغوط تعرضوا لها من جهات عليا، وعقب اجتماع أعضاء الاتحاد مع وزير الرياضة الحالي الدكتور أشرف صبحي.

وتبعت الاستقالة تحركات في البرلمان، حيث قدم النائب عبد الحميد كمال طلب إحاطة حول ما أسماه "إهدار المال العام" داخل منظومة كرة القدم المصرية وذلك بعد خروج المنتخب المصري من كأس الأمم الإفريقية على يد جنوب إفريقيا في دور الـ 16، حسب ما ذكرت وسائل إعلام مصرية.

​​وكان التحرك الأخير، هو قرار النائب العام المصري نبيل صادق بإحالة البلاغات المقدمة ضد مسؤولين في اتحاد كرة القدم المصري والتي تتهمهم بإهدار المال العام إلى نيابة الأموال العامة.

أحد البلاغات يتهم أعضاء اتحاد الكرة بإهدار المال العام بالتعاقد مع "مدرب فاشل" نظير ملايين، مما تسبب في الخروج من بطولة تنظم على أرض مصر، في إشارة إلى المكسيكي خافيير أغييري.

ولم توضح النيابة العامة حتى الآن طبيعة هذا الفساد المالي، إلا أن محللين رياضيين أشاروا في حوار مع موقع الحرة إلى التهم التي تلاحق أعضاء الاتحاد والجهاز الفني لمنتخب مصر.

"بعض أعضاء الاتحاد قاموا ببيع كوتا التذاكر المخصصة لاتحاد الكرة في السوق السوداء خلال كأس العالم 2018، وقد تكرر الأمر في كأس الأمم الأفريقية هذا العام"، يقول المحلل الرياضي محمد البنهاوي للحرة.

لم تقف الاتهامات عند بيع التذاكر، فالبعض يرى أن تعيين المكسيكي خافيير أغيري مديرا فنيا للمنتخب جاء عقب حصول بعض أعضاء الاتحاد على "عمولات"، حسب البنهاوي.

وكان المحامي المثير للجدل سمير صبري، قد تقدم ببلاغ ضد مجدي عبد الغني متهما إياه ببيع التذاكر في السوق السوداء، وتقاضيه عمولات كي يتعاقد اتحاد الكرة المصري مع المدرب خافيير أغيري.

النجم المصري محمد صلاح على اليمين، وللاعب عمرو وردة على اليسار

​​مصالح شخصية

​​المحلل والصحافي الرياضي محمد الديك يرى أن أسباب فشل الاتحاد هو تفرغ كل عضو لمصلحته الشخصية، والاهتمام بالظهور الإعلامي، وممارسة كل شخص لعمله بعيدا عن الآخر "فكل يغني على ليلاه".

وكان نائب رئيس الاتحاد أحمد شوبير قد صرح في مداخلة هاتفية عقب خروج المنتخب، خلال برنامج "الحكاية" للإعلامي عمرو أديب، بأنه لا يستطيع التواصل مع رئيس الاتحاد هاني أبو ريدة بالأيام نظرا لعدم رد الأخير على المكالمات الهاتفية.

بعض المشجعين المصريين أثناء مشاهدتهم مباراة مصر وجنوب أفريقيا على أحد المقاهي - 6 يوليو 2019

​​وأضاف الديك خلال حواره موقع الحرة أن أحد أسباب فشل المنتخب في كأس الأمم، هو عدم مناقشة اختيارات اللاعبين في المنتخب بين الاتحاد والجهاز الفني، بالإضافة إلى نشاط بعض وكلاء اللاعبين.

ولفت الديك إلى أن وكيل أعمال المدرب المكسيكي أغييري قد ضم لاعبين بعد أن طلبوا منه شخصيا الانضمام إلى المنتخب، فيما تم استبعاد من رفض التعاون مع وكيل أغيري مثل اللاعب محمود كهربا.

وكان مغردون قد اتهموا مساعد أغيري، الإسباني ميشيل سلغادو، ووكيل أغيري ممدوح عيد بتلقي عمولات من أجل ضم لاعبين إلى المنتخب أبرزهم عمرو وردة، بينما كان يجب أن تتم عملية اختيار اللاعبين بالتشاور مع مدرب المنتخب هاني رمزي، الأمر الذي لم يتم، بحسب الديك.

وعن أسباب فشل المنتخب فنيا، فيرى الديك أن المدرب المكسيكي خافيير أغيري يفتقد للشخصية، بالإضافة إلى عدم الانضباط داخل معسكر المنتخب، حيث تواجد الرعاة والمعلنين باستمرار.

مشاكل أخرى تسببت في الأداء الضعيف للمنتخب بحسب الديك، مثل عدم خوض مباريات قوية قبل البطولة وضعف الدوري المحلي، وبجانب ذلك كانت لأزمة عمرو وردة تأثيرا سلبيا كبيرا.

وكانت عارضة مصرية اتهمت وردة بالتحرش بها عبر تطبيق إنستغرام، قبل أن يقرر الاتحاد وقفه عن اللعب. وبعد أيام عاد الاتحاد عن قراره وسمح بمشاركة وردة في مباراة نصف النهائي أمام جنوب إفريقيا.

ويشير الديك إلى عدم انضباط بعض اللاعبين، إذ كان يتأخر بعضهم عن مواعيد التدريب، فيما اصطحب بعضهم لأفراد عائلته، بالإضافة إلى نفوذ بعض اللاعبين وخاصة المحترفين على أعضاء اتحاد الكورة.

​​ويرى البنهاوي أن ردة الفعل القوية هذه المرة مقارنة برد الفعل الضعيف الذي أعقب خروج مصر من كأس العالم في روسيا 2018، يعود إلى الأداء السيء أمام منتخبات من المفترض أنها أضعف كثيرا عمن لعب أمام مصر في كأس العالم.

"التواجد في كأس العالم بروسيا كان إنجازا لم يحدث منذ فترة طويلة، فاللعب والخسارة أمام الأوروغواي بروسيا، مختلف تماما عن اللعب أمام منتخب مثل زيمبابوي، أو الخسارة في بطولة مقامة على أرضك"، يوضح البنهاوي.