الرئيس دونالد ترامب وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في لقاء في واشنطن في 8 يوليو 2019
الرئيس دونالد ترامب وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني

قال تقرير لإذاعة صوت أميركا إن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني استغل زيارته لواشنطن هذا الأسبوع لإبراز العلاقات الاقتصادية والدفاعية المتنامية بين بلاده والولايات المتحدة، لكنه لم يقل شيئا عن محاولته التوسط في التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.

وأوردت صوت أميركا تحليلات تناولت عقبات متعددة يواجهها آل ثاني في أي جهد للتوسط، من بينها عدم حيادية قطر وعدم اهتمام إدارة الرئيس ترامب بأي وساطة أجنبية في الوقت الحالي، بالإضافة إلى العناد الإيراني في هذا المجال.

يأتي هذا لإنكار ما تناقلته وسائل إعلام قطرية، الثلاثاء، في مقابلة مع ماجد الأنصاري، مسؤول سابق في وزارة الخارجية القطرية،  قوله إن الدوحة "تعمل بجد من أجل التوسط بين الولايات المتحدة وإيران".

وذكرت التقارير نقلا عن الانصاري إلى أنه من المحتمل أن تكون الوساطة "موضوعا رئيسيا" في اجتماعات آل ثاني مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن.

ويقول فارشا كودوفايور، الباحث في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" ومقرها واشنطن، إنه "على عكس عمان والكويت اللتين أعلنتا رسميا أنهما دولتان محايدتان، قامت قطر بإعادة سفيرها إلى طهران في عام 2017، بعد وقت قصير من بدء الحصار الخليجي".

وأضاف: "كما أن الدوحة استمرت في تعزيز علاقاتها التجارية مع إيران، وهذا لا يضعها في أي تصنيف محايد أو وسيط يمكن اعتماده".

​​وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وايران في مايو 2018 بعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع بين الدول العظمى وطهران في 2015.

وازدادت التوترات مع تعزيز الولايات المتحدة قواتها في منطقة الخليج وتزامنت مع سلسلة هجمات استهدفت ناقلات نفط تبعها قيام إيران بإسقاط طائرة مسيرة أميركية قالت إنها دخلت مجالها الجوي.

​​ويعتقد كبير المحللين في مجموعة الدراسات الأمنية في واشنطن ماثيو برودسكي أن "إدارة الرئيس ترامب ليست مهتمة بأي وساطة أجنبية للحد من التوترات مع إيران في الوقت الحالي".

ويشير إلى أن "الهدف من الاستراتيجية الأميركية هو خلق أقصى قدر من التوتر بحيث يصل القادة في طهران إلى نقطة قرار من شأنها أن تقودهم إلى طاولة المفاوضات ليس فقط على برنامجهم النووي ولكن على صواريخهم البالستية وسلوكهم السيئ للغاية في المنطقة".

ويضيف أن "تخفيف التوتر سيكون ضد استراتيجية البيت الأبيض الهادفة لإيصال قادة إيران إلى نقطة تجبرهم على الحوار".

​​ويمثل العناد الإيراني عائقا آخر أمام أي وساطة يمكن أن تقوم بها قطر وفقا لكبير الباحثين في مؤسسة التراث في واشنطن جيمس فيليبس.

ويضيف "أنا أشك في أن قطر يمكن أن تلعب دورا هاما في تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، لأن طهران لا تريد تخفيف حدة التوترات في الوقت الحالي".

ويتابع: "طالما أن طهران تريد مواصلة تصعيد الأزمة، فأنا أشك في أن جهود أي طرف ثالث ستنجح".