أعلن حزب الله اللبناني المدعوم من طهران خفض عدد قواته التي تقاتل إلى جانب قوات النظام في سوريا منذ العام 2013 بشكل علني.
وأرجع الأمين العام للحزب حسن نصرالله القرار إلى استعادة الجيش النظامي السوري "عافيته" مما يقل الحاجة لمقاتلي حزب الله "بشكل كبير".
لكن نصر الله أشار إلى أن عناصر حزبه سيحتفظون بجميع الأماكن التي ينتشرون فيها "ولكن لا داعي للتواجد هناك بأعداد كبيرة طالما لا ضرورات عملية لذلك".
ولعبت الجماعة الشيعية المدججة بالسلاح دورا محوريا في الحرب، وساعدت الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد.
وظلت العديد من الخطوط الأمامية هادئة حيث سحق الجيش السوري المسلحين بمساعدة القوة الجوية الروسية والميليشيات المدعومة من إيران.
تأثير العقوبات الأميركية
ويقلل الكاتب اللبناني لقمان سليم من أهمية قرار حزب الله باعتبار "أن عناصره سيظلون محتفظين بجميع المناطق الخاضعة لسيطرتهم ولن يسلموها أو يسمحوا بعودة النازحين إليها".
ويضيف سليم لموقع "الحرة" أن "خطوة حزب الله دعائية أكثر منها واقعية، وتحاول إيصال رسالة أن الحرب في سوريا انتهت لصالح نظام الأسد وحلفائه من الإيرانيين والميليشيات الخاضعة لهم".
ورغم أن حزب الله يعاني من أزمة مالية خانقة بعد العقوبات الأميركية على إيران، لكن نصر الله زعم أن تخفيض قواته في سوريا "ليس له علاقة بالعقوبات والتقشف المالي".
وكان نصر الله نفسه ظهر في خطاب متلفز في مارس الماضي، يطلب الدعم المالي من أنصاره، بعدما تقلصت المساعدات المالية التي كان يتلقاها من إيران، بحسب تقرير لموقع "بلومبيرغ".
وانتشرت في حينه صناديق لجمع التبرعات في أنحاء بيروت والضواحي الجنوبية وحتى على أعمدة الإنارة في بعض مناطق لبنان لجمع التبرعات لصالح حزب الله.
ويشير لقمان سليم إلى أن "العقوبات على إيران أثرت كثيرا على الحزب، الذي قام في وقت سابق بتسريح مقاتلين تابعين له أو طلب منهم أداء أعمال تتطلب مكافآت أقل".
ويستدرك الكاتب اللبناني "لكن مع ذلك فإيران تعمل بكل قوة من أجل ضمان تدفق المساعدات المالية لحزب الله وباقي الميليشيات التي تدعمها حتى لو كان ذلك على حساب قوت مواطنيها".
وتنتشر عناصر حزب الله بمناطق في جنوبي سوريا متاخمة للحدود مع لبنان، وخلال الأعوام الأخيرة كثّفت إسرائيل وتيرة قصفها في سوريا، وتقول إنها تستهدف مواقع للجيش السوري ومواقع إيرانية وأخرى لحزب الله.
خطوة استباقية
وتكرر إسرائيل التأكيد أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله.
وفي هذا الإطار يشير المحلل السياسي إيلي فواز أن "قرار حزب القاضي بإعادة انتشار قواته وخفض أعدادها في سوريا هو خطوة استباقية بانتظار التطورات المتعلقة بالتوتر الحاصل بين واشنطن وطهران في المنطقة".
ويضيف فواز لموقع "الحرة" أن "حزب الله سيكون أول من يحارب إلى جانب إيران عبر استهداف إسرائيل أو مصالح أميركية في الشرق الأوسط في حال قررت واشنطن شن حرب على إيران".
ويحذر فواز من خطورة هذه الخطوة باعتبار أن "إسرائيل لن تسكت وستكون هناك تداعيات كارثية ليس على حزب الله وحسب وإنما على لبنان بشكل عام".
وتشهد العلاقة بين واشنطن وطهران توتراً متصاعداً منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو 2018 انسحاب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 بين إيران والدول الكبرى، معيدا فرض عقوبات اقتصادية مشدّدة على طهران.
وتتهم الولايات المتحدة ودول خليجية، على رأسها السعودية والإمارات، إيران بالعمل على زعزعة الاستقرار في الخليج، ووجهت لها أصابع الاتهام في حوادث عديدة، من بينها استهداف سفن قرب مضيق هرمز الاستراتيجي.