مجموعة من المشجعين الجزائريين يلتقطون صورة تذكارية على أحجار أحد أهرامان الجيزة
مجموعة من المشجعين الجزائريين يلتقطون صورة تذكارية على أحجار أحد أهرامان الجيزة

مشجعون جزائريون يتسلقون أحد أهرامات الجيزة لأخذ صورة تذكارية رغم منع وزارة السياحة لمثل هذا السلوك. مشهد استثنائي يضاف إلى مشاهد أخرى ضمن بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة في مصر حاليا.

​​"هناك تسهيلات للجماهير العربية، خاصة الجمهور الجزائري والتونسي قدمت من جانب مصر في هذه البطولة، مثل تسهيل إجراءات السفر والوصول لمطار القاهرة، ومنح التذاكر المجانية، وعدم اشتراط بطاقة المشجع لدخول المباراة"، يقول المحلل الرياضي المصري محمد البنهاوي.

ولفت البنهاوي في حديثه مع موقع الحرة إلى أن الاتحاد النيجيري والسنغالي قدما احتجاجا رسميا للجنة المنظمة للبطولة بسبب الصلاحيات الممنوحة للجماهير العربية دون الأفريقية، إلا أن اللجنة ردت بأنها تقف على مسافة واحدة من الجميع.

وشهدت مباريات المنتخب الجزائري رد فعل حميميا من جانب الجماهير المصرية، حيث شجع المصريون محاربي الصحراء ورفعت أعلام المنتخب الجزائري خلال مبارياته.

​​

​​

​​واستطاع محاربو الصحراء الوصول لنهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية بعد فوزهم على نيجيريا بنتيجة 2-1، حيث سيواجه المنتخب السنغالي في استاد القاهرة يوم 19 يوليو.

"بما أنني حضرت المباراة، أستطيع القول إن 90 بالمئة من الجمهور المصري الحاضر كان يهتف للمنتخب الجزائري"، يقول البنهاوي.

​​لكن الصورة الرومانسية الحالية لم تكن هكذا منذ عشر سنوات، عندما وقع النزاع الشهير بين جماهير مصر والجزائر عقب مباراة البلدين في نوفمبر 2009 بأم درمان في السودان.

البنهاوي لفت إلى أن حادثة أم درمان كان سببها الشحن الإعلامي من الجانبين ونشر الأخبار المغلوطة مثل وقوع قتلى من الجماهير، وتجريد ملابس المشجعين عقب المباراة، الأمر الذي لم يحدث حسب شهادته.

وأضاف البنهاوي أن البعثة المصرية اختلقت بعض القصص حينها مثل الاعتداء على الحافلة الخاصة بها، وذلك للتغطية على الشكوى السابقة للبعثة الجزائرية المقدمة للفيفا، بعدما تعرضت حافلة المنتخب الجزائري للاعتداء في القاهرة.

"إرث سياسي بائد"

​​

 

المحلل الرياضي محمد الديك يرى أن العلاقة بين الجماهير المصرية والجزائرية تحسنت بعد انقضاء الفساد السياسي في كلا البلدين، "إذ كان للقضية أبعاد سياسية"، حسب رأيه.

"النظام المصري في 2009 حاول تجميل صورته أمام الشعب مستخدما أزمة أم درمان، فكان نجلا مبارك علاء وجمال يدليان بتصريحات حول الواقعة في بعض البرامج الرياضية"، يضيف الديك للحرة.

لكن بعيدا عن ذلك، يرى الديك أن العلاقة بين الجمهورين هي علاقة عادية يتخللها منافسة طبيعية، وقد تحسنت العلاقات بين الجماهير بانتهاء الإرث السياسي لنظام مبارك في مصر، وانتهاء إرث نظام بوتفليقة في الجزائر مؤخرا.

ويعتقد المحلل الرياضي أن خروج مصر مبكرا من البطولة دفع الجماهير المصرية إلى تشجيع المنتخبات العربية وعلى رأسها الجزائر لما تقدمه من أداء ممتع.