حريق اليابان
حريق اليابان

تعيش اليابان على وقع صدمة حريق متعمد أدى صباح الخميس إلى مقتل 33 شخصا وإصابة 26 بجروح في أحد أسوأ الحرائق في تاريخ البلاد.

أما الدافع فلا يعرف عنه الكثير، سوى أن الجاني تفوه بكلمة "موتوا" عندما سكب مادة حارقة بمبنى استوديوهات شركة الرسوم المتحركة "كيوتو أنيميشن" التي تقع في حي فوشيمي وارد المزدحم في مدينة كيوتو.

وسائل إعلام يابانية قالت الجمعة إن الجاني يدعى شينجي أوبا (41 عاما) وهو الآن تحت وصاية الشرطة في مستشفى يعالج فيه نتيجة حروق ألمت به في الحريق.

​​

التحقيقات حتى الآن تشير إلى أن الجاني لم يعمل من قبل لدى الشركة.

وبينما لا تعرف دوافعه على وجه التحديد، قال شاهد عيان تحدث مع التلفزيون الياباني إنه تفوه بكلمة يابانية تعني أن شيئا ما سرق منه.

شاهدة عيان قالت إنه أشعل النيران بواسطة قداحة، ثم تعرض لحروق في ساقه وذراعه، قبل أن تصل الشرطة وتلقي القبض عليه.

الشاهدة قالت إنه كان يتحدث بغضب مع أفراد الشرطة رغم أنه كان يعاني من الألم، "وبدا أنه كانت لديه ضغينة ضد المجتمع".

ناجون من الحريق قالوا إنه تفوه بكلمة "موتوا" أثناء سكب المادة الحارقة.

إدارة مكافحة الحرائق في كيوتو كشفت الجمعة أن المبنى، المكون من ثلاثة طوابق والذي توجد فيه الشركة، يخلو من أي رشاشات مياه أو صنابير داخلية مثبتة لأن الشركة في هذا المكان مصنفة باعتبارها "مكتبا" لذلك فهي غير ملزمة قانونيا بتوفير هذه الاشتراطات.

لكن تفتيش المبنى في أكتوبر الماضي أظهر أن أجهزة إطفاء حرائق وأجهزة إنذار كانت مثبتة على النحو المطلوب.

الكارثة كانت أكبر على ما يبدو، فقد اضطر من كانوا في المبنى وعددهم حوالي 70 شخصا إلى التدافع فوق الدرج إلى السطح في محاولة يائسة للهروب.

مشاهد الدماء وهي تسيل من البعض، فيما مشى آخرون حفاة، إضافة إلى مشهد شخص يتدلى من النافذة محاولا الهروب، أصابت اليابانيين بالصدمة.

بعض التقارير رجحت اشتعال النيران قرب مدخل المبنى، ما فسر هرع الضحايا نحو السطح للهروب، وتكدس الجثامين على الدرج. عمال الإطفاء وجدوا جثث القتلى في الأدوار الثلاثة وعلى الدرج.

الأوراق والرسومات التي كانت موجودة في مكتب الشركة ربما زادت أيضا من اشتعال الحريق. 

العمل لانتشال القتلى والجرحى من المبنى تباطأ بسبب الأضرار البالغة، وهو ما بينته بعض الصور المنشورة على مواقع التواصل.

معظم الضحايا موظفون في شركة "كيوتو أنيميشن"التي تأسست عام 1981 وهي شركة تنتج أفلام الرسوم المتحركة والكتب المصورة، وتصمم قصصا ضخمة تدرس في المدارس الثانوية اليابانية.

هيديكي هاتا، رئيس الشركة قال في بيان: "قلبي في ألم شديد" وأوضح أن الشركة تلقت من قبل تهديدات بالقتل مجهولة المصدر عبر البريد الإلكتروني، لكنه استبعد ارتباطها بهجوم الخميس.

محبو الرسوم المتحركة عبروا عن غضبهم وحزنهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وتم إطلاق حملة تبرعات لمساعدة الشركة على إعادة البناء.

البعض أشار إلى أن الشركة تعامل موظفيها باحترام، مثل هذا المغرد الذي كتب:  "إنهم يعاملون موظفيهم جيدا.. وإبداعاتهم ممتازة دائما على الأقل على المستوى التقني".

​​"لماذا يقوم شخص ما بمثل هذا العمل؟":

​​

تجاوز عدد قتلى هذا الحريق عدد ضحايا حادث طعن بدار رعاية مسنين في طوكيو وقع عام 2016 وأسفر عن مقتل 19 شخصا.

آخر حريق كبير في اليابان وقع بمنطقة ترفيهية مزدحمة في طوكيو عام 2001 وقد تسبب في مقتل 44 شخصا واعتبر أنه "أسوأ حريق متعمد" في البلاد في العصر الحديث.