في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من ارتفاع درجات الحرارة، تترقب الدول الواقعة في شمال القارة الأوروبية موجة حر جديدة، في حين تستعد العاصمة الفرنسية لمواجهة ارتفاع الحرارة إلى مستويات قياسية.
واعتبر خبراء أن التغير المناخي الذي سببه الإنسان يؤدي إلى إطالة وشدة موجات الحر، وقالوا إن ارتفاع درجة الحرارة بمعدل قياسي سببه على الأرجح الاحتباس الحراري.
وكانت دراسة أجراها المعهد التكنولوجي الفدرالي السويسري أشارت إلى أنه لولا التغير المناخي، لكانت موجة الحر التي استمرت أسابيع في شمال أوروبا في 2018 مستحيلة.
وشهدت فرنسا أعلى درجات حرارة في تاريخها في 28 يونيو الماضي، حيث بلغت 46 درجة مئوية في فيرارغ في مقاطعة آيرو.
أما اليوم الاثنين، فقد بلغت درجات الحرارة في باريس أكثر من 30 من درجة مئوية، إلا أن الحرارة سترتفع بشكل أكبر لتتجاوز 40 درجة مئوية الخميس، وتكسر المستوى القياسي الذي سجلته في 1947.
ويتوقع أن تطاول الحرارة المرتفعة التي يتوقع الراصدون أن تستمر بضعة أيام، شمال فرنسا وأجزاء من بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا.
وصرح فرنسوا جوبار، الراصد الجوي من مكتب ميتبو فرانس لوكالة فرانس برس، "من المرجح أن تسجل هذه الدول الثلاث درجات حرارة تزيد عن 40 درجة لأول مرة".
وتأتي موجة الحر الجديدة بعد أقل من شهر من موجة حر اجتاحت أوروبا في نهاية يونيو، وزادت من الاهتمام بمشكلة التغير الحراري.
وجاء في عنوان صحيفة "لو باريزيان"، الاثنين، "موجة الحر التي تفوق الاحتمال"، مؤكدة أن "الفصل الثاني" من الطقس الصيفي الشديد الحرارة هذا العام سيضر بإنتاج محاصيل مثل البطاطا والعنب.
"حرارة تاريخية"
وأضاف جوبار، من مكتب الأرصاد الفرنسي، "من المتوقع أن يكون يوم الخميس 25 يوليو أكثر الأيام حرارة في التاريخ".
وتابع "توقعاتنا تشير إلى وصول درجات الحرارة إلى 41 أو 42 درجة مئوية في باريس الخميس، وهناك فرصة كبيرة بتخطي المستوى القياسي".
وكانت أعلى درجة حرارة سُجلت في العاصمة باريس 40.4 درجة مئوية في 1947. ومنذ بدء تسجيل درجات الحرارة في 1873 كانت هذه هي المرة الوحيدة التي تسجل فيها درجة حرارة تزيد عن 40 درجة في العاصمة الفرنسية، بحسب جوبار.
وقالت فرانس برس إن مدنا فرنسية أخرى قد تشهد وصول درجات حرارة إلى مستوى قياسي ومن بينها بروج وليل وكليرمان فيران، وفقا لجوبار.
وستشهد بريطانيا أيضا درجات حرارة مرتفعة، ولكنها ستبقى أقل من الدول الأخرى في القارة.
ويتوقع الراصدون كسر الرقم القياسي البالغ 36.7 درجة مئوية في شهر يوليو، والذي تم تسجيله في الأول من يوليو 2015 في مطار هيثرو في لندن.
وتشهد ألمانيا عديدا من حرائق الغابات وجفاف مجاري الأنهار، بينما يخشى المزارعون من موسم محاصيل سيئ آخر بعد انخفاض المحاصيل العام الماضي بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير معتادة خلال الصيف.
وحذرت الحكومة الفرنسية من أن انتاج النبيذ سينخفض بمعدل 6 إلى 13 بالمئة مقارنة بالعام 2018، لأسباب من أهمها موجة الحر المستمرة.
وتمت السيطرة على الحرائق الهائلة التي اجتاحت منطقة كاستيلو برانكو الجبلية في وسط البرتغال وأدت إلى إصابة العشرات، بنسبة 90 بالمئة، بحسب ما أفادت دائرة الإطفاء الاثنين.
وتأتي موجة الحر الشديدة في شمال أوروبا فيما تعاني الولايات المتحدة كذلك من ارتفاع شديد في درجات الحرارة. وأدى ذلك إلى إلغاء سباق الترياثلون في مدينة نيويورك، والذي كان مقررا الأحد لأول مرة منذ بدئه في 2001.