بعد إعلان لجنة مهرجانات بيبلوس في لبنان وقف حفلة لـ"مشروع ليلى" للروك تحت الضغط و"منعا لإراقة الدماء"، ردت الفرقة، في بيان، أوضحت فيه حيثيات القضية التي أثارت جدلا واسعا في البلاد.
وقالت الفرقة إن "الظروف التي مررنا فيها والتي انتهت بقرار لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية بإلغاء الحفل، كانت قاسية وضاغطة جدا. وقد شعرنا فيها بهشاشة الوضع في لبنان..".
وكانت لجنة مهرجان بيبلوس، أعلنت وقف الحفلة بعد حملة عنيفة ودعوات في الفترة الأخيرة تطالب بإلغاء الحفل ولا سيما من قبل الكنيسة المارونية، وحتى وصل الأمر ببعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق تهديدات.
وجاء في بيان لمهرجانات بيبلوس التي تقام في مدينة جبيل (شمال بيروت)، "في خطوة غير مسبوقة، ونتيجة التطورات المتتالية، أُجبرت اللجنة على إيقاف حفلة مشروع ليلى (..)، منعا لإراقة الدماء وحفاظا على الأمن والاستقرار، خلافا لممارسات البعض".
وأوضح المدير الفني للمهرجان، ناجي باز، في تصريح لوكالة فرانس برس "تقرر إلغاء الحفلة (..) لأن الوضع أصبح هستيريا بوجود تهديدات مباشرة لأمن الجمهور والفنانين وسلامتهم"، مؤكدا أن "القرار فرض نفسه لأننا في اللجنة المنظمة أشخاص مسؤولون (..) حاولنا قدر المستطاع التوصل إلى حل".
وتعليقا على التطورات الأخيرة، قالت الفرقة، في بيانها، "بدأ كل الهجوم علينا بنشر صورة للفنانة مادونا، قيل إن الفرقة كلها مسؤولة عن فبركتها. هذه الصورة لم تفبركها الفرقة ولم تنشرها أبدا على أي من صفحاتها".
جلّ ما حصل هو أن أحد أعضائها نشر على صفحته في عام 2015، مقالا كتبه الكاتب سكوت لونغ يحتوي على هذه الصورة، وهو مقال تناول تحويل الثقافة الشعبية لبعض الناس إلى أيقونات ثقافية، قبلما يعود ويحذفها عن صفحته في عام 2016. كل ما عدا ذلك من صور نسبت إلى الفرقة أو لأي من أعضائها هي صور مفبركة وملفقة وغير صحيحة".
وأردف البيان "أما كل التحوير والتفسير الخاطئ لبعض العبارات الواردة في أغنتين للفرقة من أصل 50، يهمّنا التوضيح بأن هاتين الأغنيتين تم تأديتهما في لبنان منذ 2015 ولم يعترض عليهما أحد منذ ذلك. ونكتفي هنا بالقول والتذكير أن المعاني التي يحملها العمل الفني غالبا ما تختلف عن المعاني اللغوية المباشرة، وبخاصة إذا نزعت من سياقها. وهذا هو سبب كل هذا اللغط".
وأعربت عن أسفها "تجاه أي شخص استشعر مسّا لمعتقداته في أي من أغانينا"، مؤكدة أن "هذه الأغاني لا تمسّ بأي من المقدسات أو المعتقدات، وأن المسّ بمشاعره إنما حصل بالدرجة الأولى نتيجة حملات تلفيقية وتشهيرية واتهامات باطلة، كنا نحن أول ضحاياها ومن غير العادل تحميلنا مسؤوليتها. فاحترامنا لمعتقدات الآخرين راسخ بقدر احترامنا لحق الاختلاف، وما حصل أخيرا سيزيدنا حرصا على ذلك".
وأشارت إلى "أن الظروف التي مررنا فيها والتي انتهت بقرار لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية بإلغاء الحفل، كانت قاسية وضاغطة جدا. وقد شعرنا فيها بهشاشة الوضع في لبنان..".
وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" نددت بإلغاء الحفل. وقالت آية مجذوب الباحثة في المنظمة في لبنان لوكالة فرانس برس الثلاثاء، "من المؤسف فعلا أن ترضخ إدارة مهرجان بيبلوس الدولية للضغوط وتلغي حفلة مشروع ليلى. إنها خطوة إلى الوراء بالنسبة للبنان الذي لطالما فاخر بكونه حاضنا للتنوع ومركزا للموسيقى والفن والثقافة".