على اليمين صواريخ Topol-M الروسية، وعلى اليمين صواريخ Trident II الأميركية
على اليمين صواريخ Topol-M الروسية، وعلى اليمين صواريخ Trident II الأميركية

مع خروج الولايات المتحدة الجمعة من معاهدة "الحد من انتشار الصواريخ النووية المتوسطة المدى" الموقعة مع روسيا، يتوقع مراقبون أن يحتدم سباق التسلح النووي بين البلدين من جديد تماما كما حدث في الحرب الباردة.

وبينما أعلنت الولايات المتحدة تطوير صواريخ أرض جو جديدة، أعلنت روسيا على لسان رئيسها فلاديمير بوتين رفع من وتيرة التجسس الروسي على عمليات تطوير الصواريخ الأميركية قصيرة ومتوسطة المدى.

وكانت هذه المعاهدة تحظر استخدام سلسلة من الصواريخ التي تحمل رؤوسا نووية متوسطة المدى (من 500 الى 5500 كيلومتر)، لكن ما دفع الولايات المتحدة للانسحاب هو عدم تقيد موسكو بالمعاهدة منذ أيام الحرب الباردة، وقد تركزت الأبحاث على تطوير منظومة صواريخ "متحركة، تقليدية، أرض جو، وعابرة وبالستية".

المشهد النووي العالمي

​​

 

وبشكل عام انخفضت الأسلحة النووية في العالم منذ الحرب الباردة، إذ أصبح عددها الآن بحسب آخر إحصاء في 2019، نحو 13،890 صاروخا نوويا، فيما بلغ عدد الأسلحة ذروته في عام 1986 بنحو 70،300 سلاح نووي.

وتعتبر روسيا أكثر دولة لديها أسلحة نووية، بتعداد كلي (يشمل الأسلحة خارج الخدمة، وداخلها، والمخزنة) يصل إلى 6500 رأس نووي، فيما يصل عدد الرؤوس النووية الأميركية الكلي إلى 6185 رأس، بحسب "اتحاد العلماء الأمريكيين".

وتأتي فرنسا في المركز الثالث، بـ 300 رأس نووي، ثم الصين في المركز الرابع بـ 290 رأسا نوويا، والمملكة المتحدة في الخامس بـ 215 رأسا، وباكستان في السادس بـ 150 رأسا، والهند بـ 140 رأسا، وإسرائيل بـ 80 رأسا، وكوريا الشمالية بـ 25 رأسا.

ولا تشمل الأسلحة النووية الصواريخ البالستية أو العابرة للقارات المحملة برؤوس نووية فقط، وإنما تشمل أيضا قنابل الجاذبية التي تلقى من الطائرات، إذ كان هذا النوع هو أول أشكال الأسلحة النووية عبر التاريخ.

في ما يلي مقارنة سريعة بين القدرات النووية الأميركية والروسية، سواء على مستوى الصواريخ أو القنابل:

أميركا

1- LGM-30G Minuteman III

​​

 

​​عملية إطلاق صاروخ من طراز مينتمان

صاروخ عابر للقارات، قادر على حمل رؤوس نووية، من تصميم وصناعة شركة بوينغ، يصل وزنه إلى 36 ألف كيلوغرام، وتصل سرعته إلى 23 ماخ. أما مدى الطيران فيصل إلى 13 ألف كيلومتر، فيما يصل أقصى ارتفاع تحليق إلى ألف و100 كيلومتر.

2- UGM-133A Trident II 

​​

 

صاروخ Trident II الأميركي أو كما يطلق عليه D5

​​صاروخ بالستي يطلق من الغواصات، من تصميم وتصنيع شركة لوكهيد مارتين، قادر على حمل رؤوس نووية، ويصل سعر الواحد منه إلى 30 مليون دولار، يصل طوله إلى 13 مترا، ووزنه نحو 59 ألف كيلوغرام، ويصل مداه إلى 12 ألف كيلومتر، ويصنفه بعض الخبراء بكونه أفضل صاروخ في الترسانة الأميركية.

3-AGM-86B

​​

 

صاروخ كروز من طراز AGM-86B

​​​​صاروخ كروز، قادر على حمل رؤوس نووية، يصل سعر الواحد منه إلى مليون دولار، ويصل وزنه إلى 1،430 كيلوغراما، وطوله إلى ستة أمتار، ويمكن إطلاقه من طائرات B-52.

4- قنبلة B61 

​​

 

قنبلة من طراز B61 النووية الأميركية

​​هي قنبلة نووية يمتلك الجيش الأميركي نحو 3 آلاف منها، ويصل وزن الواحدة إلى 320 كيلوغراما، فيما يصل طول الواحدة إلى أربعة أمتار.


روسيا

1- Topol-M 

​​

 

صاروخ توبول الروسي العابر للقارات - أرشيف

​​

صاروخ بالستي محمل على عربة ويمكن إطلاقه من القواعد الأرضية، يصل أقصى مدى له 11 ألف كيلومتر، فيما يصل طوله إلى 22 مترا، ووزنه إلى 47 ألف كيلوغرام، وتصل أقصى سرعة له إلى 22 ماخ (وحدة قياس سرعة الجسم نسبة إلى سرعة الصوت)، ويستطيع حمل رؤوس نووية.

2-R-36

​​

 

​​عملية إطلاق صاروخ R-36 البالستي

عائلة R-36 الصاروخية البالستية والتي بدء في تصنيعها منذ الثمانينيات خلال الحقبة السوفيتية، تستطيع حمل رؤوس نووية، ويطلق هذا الصاروخ في العادة من قواعد أرضية، يصل طوله إلى 32 مترا، ووزنه إلى 209 ألف كيلوغرام.

3- 9K720 Iskander

​​

 

صاروخ من طراز 9K720 اسكندر

​​صاروخ روسي متوسط المدى، قادر على حمل رؤوس نووية، كانت عملية تطويره من ضمن الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة إلى الخروج من المعاهدة، يصل طوله إلى 7 أمتار، ووزنه إلى 3،800 كيلوغرام، ويتراوح مداه بين 50 كيلومترا إلى 500 كيلومتر.

4- قنبلة Tsar 

​​

 

نموذج لقنبلة قيصر الروسية

​​أو قنبلة القيصر، وهي قنبلة نووية روسية بني اثنان منها فقط، تم تفجير واحدة، فيما لا تزال الأخرى لدى الجيش الروسي، يصل وزنها إلى 27 طنا، وطولها إلى 8 أمتار.

لمن الأفضلية؟

​​

 

العدد ليس هو معيار الأفضلية، بحسب ما يرى الخبير في الأسلحة النووية، الدكتور جيفري لويس، فادعاء روسيا أفضليتها في التكنولوجيا العسكرية النووية ليس صحيحا.

وقال لويس لموقع "بزينس إنسايدر"، إن المسؤولين بالقيادة الاستراتيجية الأمريكية، الذين يتحكمون بالترسانة النووية الأميركية، يقولون إن الأفضلية للصواريخ الأميركية.

وأضاف لويس أن الصواريخ الأميركية رغم افتقادها القدرة على تدمير قارات بأكملها، فإنها تفي باحتياجات الولايات المتحدة الاستراتيجية. مضيفا أن "الصواريخ الأميركية النووية مثل السيارة الفراري، معقدة ومصممة لأعلى أداء".

وأشار إلى أن الروس قد بنوا أسلحة نووية تحتاج للتطوير تدريجيا كل عقد، رغم أنها أجدد من أسلحة الولايات المتحدة من الناحية الزمنية.

أحد الاختلافات التي أشار إليها لويس، أن الولايات المتحدة تفضل استخدام الصواريخ النووية من على القواعد الأرضية، بينما يفضل الروس الصواريخ المحملة على عربات، والتي وصفها لويس بأنها "شاحنات سيئة الجودة".

ويشتهر اسم "الثالوث النووي الأميركي" في الأوساط العسكرية، والذي يقصد به الثلاث المنصات الرئيسية لإطلاق الأسلحة النووية الأميركية، وهي الغواصات، والقواعد الأرضية الثابتة، والطائرات القاذفة.

وقال لويس "إننا نحب الدقة، إن السلاح النووي الدقيق الذي سنطلقه سيطير ومن خلال النوافذ وسيدمر المبنى، بينما الروس سيطلقون 10 رؤوس على المبنى، وسيسوون المدينة بالأرض، بما في ذلك المواطنين، تستطيع أن ترى ذلك في سوريا".