حالة من الذعر أصابت سكان مدينة سيفيرودفينسك شمال غرب روسيا، بعد الانفجار النووي الذي وقع قرب مدينتهم والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، بحسب وسائل إعلام روسية.
وكانت خدمة الطوارئ الإقليمية بإقليم "أرخانجيلسك أوبلاست" حيث تقع المدينة التي شهد سكانها انفجارا نوويا، أصدرت بيانا أبلغت فيها عن ارتفاع الإشعاع بالمدينة.
وبعد الحادث مباشرة، اكتفت وزارة الدفاع الروسية بالقول إن انفجارا وقع خلال القيام بتجربة "محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل" بموقع عسكري قرب بلدة نيونوكوسا، وأسفر عن وفاة "اثنين من الاختصاصيين متأثرين بجروحهما" وإصابة ستة آخرين.
ويعيش في مدينة سيفيرودفينسك الروسية نحو 180 ألف شخص، وبها موقعان مهمان لبناء وتصليح الغواصات النووية والسفن، وقد حذرت الجماعات البيئية لسنوات من زيادة مستويات الإشعاع في المياه القريبة.
موقع بلدة نيونوكوسا على الخريطة، حيث أقرب نقطة لوقوع الانجفار النووي
وقالت مجموعة "غرين بيس" البيئية، إن المدينة شهدت ارتفاعا في الإشعاعات أعلى 20 مرة عن المعدل الطبيعي، ودعت المجموعة السلطات إلى الكشف عن نوع الإشعاع، وإذا كان هناك أي خطر على حياة السكان.
وأعلنت السلطات الروسية أن نسب الإشعاع لا تمثل خطرا على البشر، إلا أن هذا لم يمنع حالة الذعر التي أصابت السكان ودفعتهم إلى الذهاب للصيدليات، لشراء حبوب وقطرات الأيودين التي تستخدم لحماية الغدة الدرقية من أنواع معينة من الإشعاع.
وأفاد موقع 29.Ru الروسي أن ثلاثة مصابين جراء الانفجار كان قد تم إرسالهم إلى موسكو في رحلة طارئة من أجل العلاج، فيما كان المرافقون يرتدون بدلات واقية من المواد الخطرة.
وقد علق الباحث بمجموعة بيلونا البيئية، أندري زولوتكوف لإذاعة صوت الحرية، أن ارتداء المرافقين لمثل هذه البدلات قد يكون مؤشرا على التلوث الإشعاعي الذي لم تشتهر به بلدة نيونوكوسا حيث تقع القاعدة العسكرية التي شهدت الانفجار.
كما أعلنت السلطات العسكرية الروسية بالإقليم منذ 9 أغسطس، حظرا لمدة شهر على أنشطة السباحة وصيد الأسماك في خليج دفينا الذي تتدفق مياهه إلى البحر الأبيض، وذلك بعد اكتشاف وجود وقود صاروخي عالي السمية يطلق عليه "هبتيل".
ويستخدم وقود الهبتيل في روسيا منذ سنوات، وقد اعترض ناشطون بيئيون كازاخستانيون لسنوات على استخدام هذا الوقود لتشغيل الصواريخ التي تطلق من محطة "بايكونور" الفضائية والتي تؤجرها روسية لصالحها.