مريم شجاعي، ناشطة إيرانية مقيمة في كندا، تسعى لحمل السلطات في إيران لرفع الحظر عن دخول النساء إلى ملاعب كرة القدم المفروض عليها منذ أربعين سنة، تاريخ صعود نظام الملالي لسدة الحكم، إثر ما عرف إعلاميا بـ "الثورة الإسلامية" في إيران سنة 1979.
وبالرغم من عدم وجود قانون مكتوب يمنع الإيرانيات من دخول الملاعب، إلا أنهن "ممنوعات بحكم الواقع" على حد وصف شجاعي، بعدم الاختلاط مع الرجال.
تقود شجاعي حملة ضد منع النساء من دخول الملاعب، وقد ذاع صيتها بعدما منعتها السلطات الروسية خلال كأس العالم التي انتظمت هناك من الدخول إلى الملعب بسبب يافطة اعتبرتها روسيا أنها ذات معاني سياسية، وهو ما تمنعه قوانين "فيفا".

في حديث لصحيفة "الغارديان" البريطانية، قالت مريم شجاعي إن "النظام الإيراني يخشى إذا سمح للنساء بدخول للملاعب بعد الضغوط التي نمارسها عليه، أن تنتقل عدوى المطالبات إلى قطاعات أخرى".
ولفتت كذلك إلى أن المنع الممنهج للإيرانيات من المشاركة في التشجيع الكروي، دفع الكثير منهن للتحايل على الوضع بالتنكر في زي رجالي، خصوصا المغرمات بكرة القدم، حسب تعبيرها.
وأضافت أن بعض المصورات الصحفيات المختصات في الرياضة، وكرة القدم على وجه التحديد، كثيرا ما خاطرن بحياتهن بتسلق المباني العالية القريبة من الملعب لأخذ صور عن المباريات، لأنهن ممنوعات من دخول الملاعب.
"وبالرغم من أن السلطات ترفض الاعتراف بمنع النساء لعدم وجود قانون يمنعهن، إلا أن الكثير من الفتيات تعرضن للاعتقال" تؤكد مريم شجاعي لـ "الغارديان".
يذكر أن مريم شجاعي، هي شقيقة اللاعب الإيراني مسعود شجاعي الذي يلعب في صفوف الفريق الوطني.
ومسعود شجاعي (35 سنة) من الأصوات التي ترافع من أجل السماح للنساء من دخول الملاعب.

إذ قال في حديث صحفي سابق: "لو تم السماح لهن سيصبح حريا بنا أن نبني ملاعب بسعة تفوق الـ 200 ألف متفرج"، في إشارة منه للعدد الهائل من النساء اللاتي يردن متابعة مباريات كرة القدم.
وفي 2018، تقدمت مريم شجاعي بشكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم ضد اتحاد الكرة الإيراني، بعدها راسل "فيفا" رئيس الاتحاد الإيراني مهدي تاج منتقدا موقف السلطات الإيرانية من قضية السماح للنساء بدخول الملاعب.
وجاء في الرسالة التي وقعها رئيس "فيفا" جياني إينفنتينو: "هذا لا يتماشى مع الإلتزامات، التي قطعها من قبل الرئيس الإيراني روحاني عندما أكد لنا أنه سيتم إحراز تقدم مهم في هذا الشأن قريبا".
إيران ردت في رسالة بطريقة دبلوماسية مبدية نيتها "الصادقة" في غلق الملف ودعم دخول النساء إلى الملاعب دون اعتقالهن أو التعرض لهن بسوء من طرف الجماهير.
وتعهد اتحاد الكرة الإيراني في رده اتخاذ إجراءات ملموسة للسماح للإيرانيات بدخول الملاعب والتشجيع بكل حرية "بداية بمباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم في قطر"، والتي من المقرر أن تبدأ شهر سبتمبر القادم، فهل ستفي إيران بوعودها.