"معجزة فوق رامنسك"، عبارة استخدمها التلفزيون الحكومي في روسيا لوصف مناورة قام بها قائد طائرة إيرباص تقل أكثر من 230 شخصا في حقل ذرة خارج موسكو، بعد أن هاجمها سرب من طيور النورس.
وكانت طائرة الإيرباص "ايه321" التابعة لشركة طيران "أورال ايرلاينز" وتقل 226مسافرا وطاقما من سبعة أفراد، أقلعت من مطار زوكوفسكي في موسكو، على ما أفادت وكالة روزافياتسيا للنقل الجوي.
وهاجمت الطيور الطائرة بعد وقت قليل من إقلاعها من موسكو ما تسبّب في اضطراب في المحرك، ليقرر طاقمها الهبوط فورا، في مناورة رصدتها كاميرات أحد الركاب.
وأوضحت الوكالة أن الطائرة هبطت في حقل ذرة على بعد كيلومتر واحد من مدرج المطار، فيما كانت سرعة هبوطها تتراجع ومحركاتها لا تعمل.
وأجلت السلطات الروسية الركاب بواسطة سلالم منفوخة بالهواء، وتم نقل بعضهم للمستشفى فيما ذهب الباقون إلى المطار.
وأفادت وزارة الصحة أنّه تم نقل 23 شخصا إلى المستشفى من بينهم تسعة أطفال، لكن دون أن تشير إلى وجود إصابات بالغة بين الركاب.
وأوضحت أن راكبة واحدة عمرها 69 عاما تعاني إصابات متوسطة وتحتاج للبقاء في المستشفى لفترة أطول.
وقالت الراكبة ايرينا اوساشيفا للتلفزيون المحلي "كل شيء حدث في ثوانٍ قليلة ... أقلعنا وهبطنا".
أما الراكبة سفيتلانا بابينا، فقالت إنّ صوت الطيور كان يمكن سماعه من داخل الطائرة وإنّ المحركات بدأت في إصدار "أصوات غريبة".
وصرّحت لوكالة أنباء ريا نوفوتسي "يجب أن نحيي الطيار، في هذه الظروف هبط بأقصى رفق ممكن".
وقالت الراكبة اولغا لصحيفة كومسومولسكايا برافدا إنّ "الجميع على قيد الحياة. الطيار عبقري"، مشيرة إلى أنّ الركاب صفقوا كثيرا للطيار فور الهبوط.
وتمت الإشادة على نطاق واسع بالطيار يكاترينبورغ دامير يوسوبوف على سرعة بديهته.
وقال حاكم المدينة التي يعيش فيها الطيار يفجيني كويفاشيف إنّ "طاقم رحلة اورال ايرلاينز أظهروا مهارة رائعة وهدوء أعصاب".
وتابع أن "الطيار وفريقه أنقذوا 233 روحا. أنهم أبطال". بدوره، أشاد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "بالطيارين الأبطال" الذين هبطوا بالطائرة دون أن تتحطم.
ونشرت لجنة التحقيق الروسية، على صفحتها الالكترونية مقطع فيديو، يظهر الطائرة متوقفة في حقل الذرة مع نشر سلالم الإنقاذ. كما يمكن رؤية المحققين يتفقدون قمرة القيادة من الداخل.
وكانت الطائرة في طريقها إلى سيمفيروبول كبرى مدن منطقة القرم التي ضمتها روسيا في2014 والتي تعتبر مقصدا سياحيا شهيرا للروس خلال الصيف.
ويقع مطار زوكوفسكي، الذي غادرته الطائرة، على بعد 40 كلم جنوب شرق وسط موسكو، وقد تم افتتاحه في العام 2016 كرابع مطار دولي في العاصمة بعد أن كان مركز اختبار للطيران خلال الحقبة السوفيتية.
وأشار عدة خبراء إلى مشكلة متنامية متعلقة بتجمع الطيور في مقالب نفايات غير قانونية قرب مطارات موسكو.
وقال خبير أمن الطيران الكسندر رومانوف لوكالة ريا نوفوتسي إنّ "المشكلة مع الطيور باتت هائلة".
وتابع أن "من بين الأمور الأخرى، مقالب النفايات المنتشرة في انتهاك لجميع القواعد" المعمول بها في مجال سلامة الطيران.
وقال سكان قرب زوكوفسكي إنّ طيور النورس تتجمع باستمرار قرب مقلب غير قانوني بين المطار ونهر موسكو.
وكانت روسيا تشتهر يوما بسمعتها السيئة في مجال حوادث الطائرات، لكنّ سجلها في مجال سلامة الطيران تحسن كثير خلال السنوات الأخيرة.
ووقعت أخر حادثة كبيرة في روسيا في مايو الفائت، حين اشتعلت النيران في طائرة ايروفلوت لدى هبوطها الاضطراري في مطار شيريميتييفو بموسكو ما أسفر عن 41 قتيلا.
وكانت الطائرة متوجهة إلى مدينة مورمانسك الروسية وعلى متنها 73 راكبا وخمسة أشخاص هم افراد الطاقم، عندما وقع الحادث وأجبرت على العودة لتشتعل فيها النيران اثناء هبوطها.
وإذا كانت الظروف الدقيقة التي تسببت بهذه الكارثة لم تعرف بعد رسميا، فإن طيارها دينيس إفدوكيموف ابلغ وسائل الإعلام الروسية أن الطائرة وهي من طراز سوخوي سوبرجيت 100، اضطرت إلى القيام بعملية هبوط اضطراري بعدما تعطل عمل أجهزتها إثر إصابتها بصاعقة.