إدوارد ليونغ- 2016
إدوارد ليونغ- 2016

تشهد مقاطعة هونغ كونغ منذ أوائل شهر يونيو الماضي، احتجاجات واسعة مطالبة بإنهاء مهام الرئيسة التنفيذية للحكومة المحلية، وضد مرسوم يقضي بتسليم مشتبه بهم إلى السلطات في الصيني.

كما انتفض سكان هونغ كونغ للمطالبة بجملة من المطالب الاجتماعية مثل السكن والسياسية مثل الشفافية خلال الانتخابات وأخرى تتعلق بالهوية.

إذ يقول "كابو تشن" وهو شاب في العشرين من عمره، شارك في الاحتجاجات منذ بدايتها وكان من ضمن المعتصمين في مطار هونغ كونغ: "أنا من هنا من هونغ كونغ، دمي صيني، لكنني لا أعتبر نفسي صينيا".

إدوارد ليونغ

​اللافت أن الشاب "كابو تشن" كان يحمل على ظهره ورقة تحمل شعارات، كان قالها شاب من هونغ كونغ سنة 2016 وهي: "استرجاع هونع كونغ، هي ثورتنا المعاصرة".

الشاب الذي أطلق هذه الاعتبارات يدعى إدوارد ليونغ (28 سنة)، اعتقلته سلطات هونغ كونغ خلال احتجاجات تخللت الانتخابات التشريعية قبل ثلاثة أعوام.

كلمات ليونغ أصبحت شعارات المحتجين في هونغ كونغ، واعتقاله أصبح بمثابة شرارة أخرى لما يعتبره شباب هونغ كونغ ثورة سلمية لتخليص إقليمهم من التبعية لبكين.

شعارات ليونغ، لم ترق للرئيسة التنفيذية للحكومة المحلية، وبعض المسؤولين في بكين الذين اعتبروها خيانة لمبدأ "دولة واحدة ونظامان" والذي رفعته الصين والحكومة المحلية الموالية لها في هونغ كونغ منذ استقلال الأخيرة عن بريطانيا سنة 1997.

فمن هو ملهم ثورة هونغ كونغ؟

إدوارد ليونغ، شاب هادئ كما يصفه عضو المجلس التشريعي في مدينة هونغ كونغ "تشو هوي ديك"، ولد سنة 1991 في الصين، وانتقل إلى هونغ كونغ مع والدته عندما بلغ عمره عاما تقريبا.

إدوارد ليونغ يقود مظاهرات في هونغ كونغ سنة 2016

​​ليونغ كان طالبا في قسم الفلسفة بجامعة هونغ كونغ، انتقل إليها بعدما حصل على شهادة التعليم الثانوي من ثانوية "شونج تاك" الكاثوليكية في مقاطعة يوين لونغ، حيث لا يزال يقيم.

أسس برفقة مجموعة من الشباب جمعية "هونغ كونغ الأصليون"، وهي مجموعة محلية تشكلت في أوائل عام 2015.

في يناير 2015 قال ليونغ إنه يؤمن بحق تقرير المصير لشعب هونغ كونغ، بل هو مؤيد لمطلب الاستقلال عن الصين.

تعرض للاعتقال مطلع سنة 2016 قبل أيام فقط من الانتخابات التشريعية، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام محلية، نقضا لحق التعبير الذي يكفله القانون المحلي هناك.

واعتقل ليونغ برفقة عدد من أقرانه خلال حركة احتجاجية دفاعا عن الباعة المتجولين غير المصرح لهم من قبل مفتشي وزارة الصحة الغذائية والبيئة، بعدما تحولت الاحتجاجات إلى مواجهة صريحة مع قوات الشرطة التي قمعت المتظاهرين بشكل عنيف.

يذكر أن إدوارد ليونغ كان ينوي الترشح للانتخابات التشريعية في 2016، لكنه لم يقبل التوقيع على وثيقة نية الترشح التي تتضمن نقطة مؤداها "الاعتراف بأن هونغ كونغ جزء من الصين"، وهو المبدأ المدون في الدستور الذي يكرس هونغ كونغ مقاطعة محلية مربوطة ببكين.

وبعد إصرار زملائه، وقع ليونغ الوثيقة، لكنه تفاجئ برفض ترشحه "نظرا لمواقفه المعبر عتها في فيسبوك".

وخلال مؤتمر صحفي، قالت المكلفة بتنظيم الانتخابات التشريعية: "نشك في حقيقة ما يعتقد، لقد وقع، لكنه يفكر بشكل مختلف".

 وشهر يونيو 2018، حكم على إدوارد يونغ بسبع سنوات سجنا لمشاركته في انتفاضة بائعي السمك في هونغ كونغ، وهو ما جعله رمزا للمقاومة ضد نفوذ الصين في هونغ كونغ.