النيران التهمت مساحات شاسعة من غابات الأمازون.
النيران التهمت مساحات شاسعة من غابات الأمازون.

أثار الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، غضب الملايين حول العالم، بعدما اتهم المنظمات الأهلية بأنها وراء حرائق غابات الأمازون المطيرة.

ولم يقدم بولسونارو دليلا يؤكد هذا، وفند خبراء في مجال المناخ تصريحاته التي أغضبت منتقديه وأججت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن المخاطر التي تتعرض لها غابات الأمازون.

وأشار الرئيس البرازيلي إلى أن حكومته خفضت تمويل المنظمات الأهلية، وهو ما قد يكون الدافع لإحراق الغابات كي تلحق الضرر بحكومته، ليرد الملايين على موقعي إنستغرام وفيسبوك معربين عن مخاوفهم بشأن مستقبل الأمازون. 

وقال خبراء في مجال البيئة والمناخ إن اتهامات بولسونارو هي محاولة للتعتيم على تقصير حكومته في حماية أكبر غابة استوائية مطيرة في العالم.

وفي هذا السياق، قال الخبير في منظمة "غرين إنيشياتيف" الأهلية، أوسفالدو ستيلا، إن تصريحات بولسونارو "وسيلة لتشتيت الانتباه والتركيز عن القضية الرئيسية وهي الحاجة لتعزيز إجراءات الرقابة في الأمازون والتوصل إلى وسيلة للحد من إزالة الغابات بالإضافة إلى إقامة اقتصاد قائم على حماية الغابة وليس استغلالها وتدميرها".

ولطالما شكك بولسونارو في المخاوف البيئية، وهو يريد تطوير منطقة الأمازون. وقال لدول أخرى أبدت قلقا من تآكل الغابات منذ توليه السلطة، إن عليها أن تهتم بشؤونها.

والتهمت النيران مساحات شاسعة من غابات الأمازون، متسببة بانبعاث دخان كثيف يمكن مشاهدته من الفضاء.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن دخان الحرائق الأسود أدخل مدينة ساو باولو، إحدى أكبر مدن البلاد، في ظلام ظهر الإثنين، وأن مناطق في ولاية ماتو غروسو وبارانا اجتاحها ظلام سببه دخان النيران المستعرة.

ونقلت الرياح القوية الدخان الناجم عن حرائق الغابات على مسافة بلغت حوالي 1700 ميل، وفق ما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية. ورصد مركز أبحاث الفضاء البرازيلي INPE حوالي 73 ألف حريق، وفقا لوكالة رويترز.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت ولاية أمازوناز، أكبر ولايات البلاد الـ27، حالة الطوارئ بسبب تزايد عدد حرائق الغابات. 

ويأتي هذا فيما بدأ للتو موسم الحرائق في الأمازون الذي يمتد من أغسطس حتى أكتوبر ويبلغ ذروته منتصف سبتمبر. لكن المستوى الدخان الآن سيء لدرجة يمكن رؤيته من الفضاء.