ميشال غندور - واشنطن /
أكد الممثل الأميركي للشأن السوري المبعوث الخاص إلى التحالف الدولي، جيمس جيفري، أن واشنطن أوضحت مرارا للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه لا يمكن الوثوق بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وذلك على خلفية هجوم روسيا والنظام السوري المستمر على إدلب.
وقال جيفري،في مؤتمر عبر الفيديو، "لقد أوضحنا لأردوغان عدة مرات بأن جهوده لعقد صفقات مع الروس في شمال شرق سوريا وشمال غرب سوريا لن تجدي نفعا، وأنا بنفسي قلت له لا يمكنك الوثوق ببوتين.. وهو بنفسه يرى نتائج ذلك الآن".
ومنذ ديسمبر الماضي، تشهد مناطق خاضعة للاتفاق خفض التصعيد بين أنقرة وموسكو، في محافظة إدلب وجوارها، حيث يعيش ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين، تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وحليفتها روسيا.
وأعرب جيفري عن صدمة المسؤولين الأميركيين من جراء الهجوم العنيف الذي يشنه نظام الأسد على إدلب مدعوما من قبل روسيا وإيران، معتبرا أن "هذا الهجوم هو خرق للقرار 2254 ولاتفاقات وقف النار التي وافقت عليها روسيا وتتنكر لها اليوم".
وأضاف أن الهجوم "يؤشر إلى أن النظام السوري لا يريد حلا، ولكن تحقيق انتصار عسكري"، مشيرا إلى "إمكانية اتخاذ خطوات عقابية بحق النظام السوري وروسيا وإيران بموجب قانون سيزر".
وقال "نأخذ خطوات وسنأخذ خطوات أخرى، ولكن لا نتطلع إلى إجراءات عسكرية إلا إذا استخدم النظام السوري مرة أخرى السلاح الكيمياوي، فعندها ستكون كل الخيارات على الطاولة كما فعلنا مرتين في السابق".
وأوضح أن الولايات المتحدة تقوم بجهود دبلوماسية منسقة بشأن فرض عقوبات "كي تفهم روسيا وإيران والنظام السوري بأن هذا الأمر غير مقبول"، معتبرا أن الهجوم مدبر على المدنيين.
واتهم مبعوث الولايات المتحدة الخاص بسوريا، الروس والنظام السوري بقصف مناطق محمية من قبل الأمم المتحدة بشكل متعمد.
ووصف الوضع الإنساني في إدلب بالمأساوي جدا، وقال "سنعمل كل ما في وسعنا دون الوصول إلى العمليات العسكرية كي تفهم موسكو ودمشق وطهران".
وأكد جيفري أن الموقف الأميركي داعم بشكل كبير لجهود تركيا في تدعيم نقاط المراقبة التابعة لها، وقال "هناك قوات تركية مهمة في إدلب وهؤلاء حلفاؤنا في الناتو ونريد التأكد من أنه لن يحصل شيئاً لهم ونراقب الوضع عن قرب".
وأضاف أن "للأتراك قواعد أمامية في إدلب بعضها قد عزل من قبل قوات النظام السوري كما أن هناك مخاطر تصعيد إضافية تتعلق بالأتراك"، لكنه استطرد قائلا إن "أردوغان قائد خاض عدة نزاعات وهو خبير بالوضع في سوريا وهو شريكنا وحليفنا في الناتو ونقف معه".
الجماعات الإرهابية
وحول موقف الولايات المتحدة من المجموعات السورية المقاتلة الموجودة في إدلب، قال الممثل الأميركي الخاص للشأن السوري إن "هناك مجموعات مقاتلة في إدلب مصنفة من قبلنا ومن قبل الأمم المتحدة كمنظمات إرهابية وقمنا بعمليات عسكرية ضد العديد منها بينهم أعضاء في القاعدة وكذلك زعيم داعش أبو بكر البغدادي".
وأضاف أن "الولايات المتحدة تقر بوجود إرهابيين في إدلب وهناك مجموعة كبيرة من النصرة وهيئة تحرير الشام وهي متفرعة من القاعدة، وتعتبر منظمة إرهابية ولكنها تركز بشكل أساسي على قتال النظام السوري وروسيا وهم يدعون أنهم وطنيون ومقاتلون معارضون وليسوا إرهابيين ونحن لم نقبل هذا الادعاء بعد ولكن لم نر أنهم شكلوا تهديداً دولياً منذ فترة".
لكن جيفري استطرد وقال "لم يهدد أحد من هذه المجموعات الروس أو قوات النظام السوري بأي طريقة خارج إدلب ونحن نراقب عن قرب الادعاءات الروسية بأن هؤلاء شنوا هجمات وأن الروس والنظام السوري يقومون بالرد".
وقال "هذا ليس صحيحاً. هناك عدد قليل من الهجمات يقع من وقت لآخر وطائرات درونز تخرج من إدلب ولكن بشكل قليل جداً ولا يؤدي إلى أضرار أو سقوط ضحايا".
وأشار إلى أن ذلك استخدم كعذر من قبل الروس والنظام السوري لشن هذه الهجوم الكبير والغارات على المدنيين، وتحدث عن "قوات عسكرية ضخمة على الأرض تتقدم مئات الكيلومترات في إدلب وتدفع حوالي سبعمئة ألف نازح سوري للهرب إلى الحدود التركية مما سيخلق أزمة دولية".
وأكد جيفري، من ناحية ثانية، أن لا خططاً أميركية للانسحاب من سوريا في المستقبل القريب، وقال إن "مهمتنا هناك هي هزيمة داعش بشكل دائم وأحد أبرز الوسائل لتحقيق ذلك هو إبقاء داعش بعيدة عن حقول النفط حيث مول التنظيم عملياته الإرهابية لسنوات".