أفادت تقارير صحفية بأن عناصر سلاح الجو الأميركي والموساد الإسرائيلي نفذوا عمليتين سريتين لنقل مئات آلاف اختبارات الكشف عن فيروس كورونا من إيطاليا ومن أماكن أخرى لم يتم الكشف عنها.
ففي الولايات نقلت القوات الجوية 500 ألف مجموعة اختبار في "عملية سرية" أطلق عليها اسم "وصول 911"، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتقول الصحيفة إن الطائرة المحملة بمواد الاختبار أقلعت من قاعدة "أفيانو" الجوية شمال شرق إيطاليا بعد ظهر الاثنين، وهبطت في مدينة ممفيس بولاية تينيسي الأميركية.
Coronavirus US: US Air Force flies 500,000 coronavirus testing kits from Italy to Tennessee to help meet demand, on quiet mission named Reach 911 👏🏾😷🇺🇸Daily Mail Online #Militaryhttps://t.co/S71AjNgy5I
وتضيف أن شخصا كان على متن الطائرة نشر صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مجموعات الاختبار المحملة على الطائرة وكتب تحتها "كنت جزءا من شيء مميز الليلة الماضية، هذه الشحنات عبارة عن 500 ألف مجموعة اختبار للكشف عن فيروس كوفيد 19".
ووفقا للديلي ميل فقد تمت إزالة المنشور بعد فترة وجيزة، فيما أفاد موقع "ديفينس وان" بأنه تم التحقق من صحة المنشور.
صورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي يزعم أنها لشحنة اختبارات الكشف عن فيروس كورونا نقلت من إيطاليا للولايات المتحدة
ولم يؤكد رئيس أركان القوات الجوية الأميركية ديفيد غولدفين وصول شحنة الاختبارات، لكنه قال في مؤتمر صحفي الأربعاء "لقد قمنا للتو بحركة مهمة إلى ممفيس."
ولم يتم الكشف عن مصدر هذه الاختبارات، وهل تم الحصول عليها من داخل إيطاليا، التي يتفشى فيها الوباء بشكل سريع، أم تم تجميعها من أماكن أخرى ومن ثم نقلها للولايات المتحدة عبر إيطاليا.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية صدرت انتقادات بشأن وجود شح في مواد الكشف عن فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، التي ارتفعت فيها الإصابات إلى أكثر من 9500 إصابة و 154 حالة وفاة.
وفي إسرائيل نفذت وكالة المخابرات "الموساد" عملية سرية جوية لنقل حوالي 100 ألف مجموعة اختبار للكشف عن فيروس "كوفيد 19".
ويخطط الموساد لجلب حوالي أربعة ملايين مجموعة أخرى من عدد من البلدان في الأيام القادمة، وفقا لقناة 12 الإخبارية، التي كانت أول من نشر تفاصيل العملية صباح الخميس.
ولم يذكر تقرير القناة 12 الإسرائيلية أية مصادر بشأن العملية، كما لم يعط أي إشارة عن المكان الذي تم جلب الاختبارات منه.
ويأتي هذه التحرك بالتزامن مع تزايد حالات الإصابة بفيروس "كوفيد 19" في إسرائيل التي سجلت حتى الأربعاء 433 إصابة.
وعلى إثر ذلك حظرت السلطات على السكان مغادرة منازلهم لأسباب "غير ضرورية" وأوقفت المواصلات العامة أثناء الليل وشددت الإجراءات الصارمة لمكافحة انتشار الفيروس.
تنتشر صور لصينيين بالكمامات وأخبار حول اكتظاظ بمستشفيات على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تحذيرات من فيروس جديد يصيب الجهاز التنفسي. هذه الأنباء أثارت قلق البعض، لدرجة أن العديد من الأشخاص في الولايات المتحدة عادوا مؤخرا لارتداء الكمامات في المناسبات وأماكن التجمعات.
وتشهد الصين ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري المعروف بـ"ميتانيموفيروس" (hMPV)، خاصة في المقاطعات الشمالية وبين الأطفال. ويُعيد هذا إلى الأذهان ذكريات بداية جائحة كورونا، التي ظهرت في مدينة ووهان قبل خمس سنوات وأودت بحياة مئات الآلاف حول العالم.
وبحسب أستاذ ومستشار علاج الأمراض المُعدية، ضرار حسن بلعاوي، في حديثه مع موقع "الحرة" فإن هذا الفيروس يثير بعض المخاوف بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الفيروس المخلوي التنفسي والإنفلونزا ونزلات البرد.
ما هو ميتانيموفيروس البشري؟
تم اكتشاف ميتانيموفيروس البشري لأول مرة في هولندا عام 2001. "وبالرغم من أنه جديد نسبيا من حيث اكتشافه، إلا أنه من المُعتقد أن الفيروس كان متواجدا لفترة طويلة قبل ذلك"، بحسب بلعاوي، الذي يشير إلى أن "ميتانيموفيروس" البشري والفيروس المخلوي التنفسي من نفس العائلة.
واعتبارًا من عام 2016، يعتبر ميتانيموفيروس البشري ثاني أكثر أسباب أمراض الجهاز التنفسي الحادة شيوعا (بعد الفيروس المخلوي التنفسي RSV) لدى الأطفال الأصحاء دون سن الخامسة في العيادات الخارجية بالولايات المتحدة الأميركية، بحسب بلعاوي.
وتُشير الدراسات إلى أنه ينتشر موسميًا، عادةً في فصلي الربيع والشتاء.
أما عن ظهور الفيروس مؤخرا في الصين، فإن بلعاوي يعزو ذلك إلى تزايد رصد الحالات وتسليط الضوء عليه، وليس بالضرورة إلى بدايته الفعلية.
ونشر المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها بيانات تُظهر ارتفاعًا ملحوظًا في التهابات الجهاز التنفسي خلال الأسبوع الممتد من 16 إلى 22 ديسمبر 2024.
ويقول بلعاوي: "ارتبط ميتانيموفيروس البشري بنسبة 6.2 في المئة من نتائج الاختبارات الإيجابية لأمراض الجهاز التنفسي و5.4 في المئة من حالات دخول المستشفيات بسبب أمراض الجهاز التنفسي في الصين، متجاوزًا بذلك كوفيد-19 والراينوفيروس والفيروسات الغدية".
من يصيب وما مدى خطورته؟
يُصيب ميتانيموفيروس البشري جميع الفئات العمرية، ولكنه يُشكل خطرًا كبيرا على الأطفال الصغار، وكبار السن، والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي مثل الربو.
في معظم الحالات، تُسبب العدوى أعراضا خفيفة تشبه نزلات البرد، مثل سيلان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق، والحمى. ولكن في بعض الحالات، وخاصةً للفئات الأكثر عرضةً للخطر، يمكن أن يُسبب الفيروس التهابات خطيرة في الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات، ما قد يتطلب دخول المستشفى.
أعراض فيروس الجهاز التنفسي البشري- مصدر الصورة: كليفلاند كلينيك
ما هو العلاج؟
لا يوجد علاج مُحدد لميتانيموفيروس البشري، والعلاج يعتمد في الغالب على تخفيف الأعراض، بحسب بلعاوي.
لكن الخبير في علم الأدوية واللقاحات في لندن، بلال زعيتر، قال لموقع "الحرة" إن هناك لقاحا بالفعل تم تطويره بشكل طارئ لمحاربة هذا الفيروس، بنفس الطريقة التي تم بها تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، في حين لا تزال الدراسات جارية للتأكد من فعاليته.
وينصح بلعاوي بدوره من تظهر عليه الأعراض بالراحة وشرب الكثير من السوائل، كما يمكن استخدام الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية لتخفيف الحمى والألم.
لكنه يشير إلى أنه في حالات العدوى الشديدة، قد يلزم العلاج في المستشفى، حيث يُمكن تقديم الرعاية الداعمة، مثل الأكسجين والتهوية الميكانيكية.
طرق الانتقال وسرعة الانتشار
وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في الولايات المتحدة، يمكن التقاط العدوى بهذا الفيروس، من مخالطة المصابين، من إفرازات السعال، أو العطس، أو اللمس، أو المصافحة للمصاب، أو لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، ثم لمس الفم أو الأنف أو العين.
وتتراوح فترة الحضانة بين 3 إلى 6 أيام، وقد يختلف متوسط مدة المرض حسب شدته.
ويقول بلعاوي إن "سرعة انتشار الفيروس ليست معروفة بدقة، وتُجرى دراسات لفهم طبيعة انتقاله بشكل أفضل".
طرق الوقاية
تُشبه طرق الوقاية من ميتانيموفيروس البشري hMPV تلك المتبعة للوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا بحسب بلعاوي، وهي:
* غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية. * تجنب لمس العينين، والأنف، والفم بأيدي غير مغسولة. * تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل على الفور. * تنظيف وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر. * البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض لتجنب نقل العدوى للآخرين.
هل يمكن أن ينتقل من الصين إلى بلاد أخرى؟
بالرغم من إعلان السلطات الصحية الصينية أنها تنفذ إجراءات طارئة لمراقبة انتشار المرض وإدارته، فإن هونغ كونغ أبلغت عن وجود عدد من الإصابات بين مواطنيها، فيما أعلنت دول مجاورة مثل تايوان وكمبوديا أنها تراقب الوضع عن كثب.
ويرى بلعاوي أن الصين يجب ان تنفذ إجراءات استباقية مشددة حتى لا ينتشر الفيروس، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه لا داع للقلق لأننا نعرف الكثير عنه فضلا عن أن العالم أصبح يعرف الكثير بعد جائحة كورونا بشأن كيفية التعامل مع الأمراض التنفسية والمستشفيات مجهزة لمثل هذا الأمر.
ويؤكد أنه بالرغم من أن الفيروس لا يمثل حاليا تهديدا وبائيا عالميا، فإن الوعي بأعراضه وطرق الوقاية منه يُعد أمرا بالغ الأهمية للحد من انتشاره وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل المرضى وكبار السن والأطفال.