الصومال والسودان أكثر بلدين أفريقيين حساسية من نقص الامدادات الغذائية
الصومال والسودان أكثر بلدين أفريقيين حساسية من نقص الامدادات الغذائية

أعرب "برنامج الغذاء العالمي"، عن قلقه الشديد إزاء الوضع السائد في البلدان الفقيرة، لاسيما في أفريقيا، عقب التداعيات الاقتصادية لجائحة "كورونا". 

ففي أوروبا والدول الصناعية الكبرى، على الرغم من وقفها لعمليات التوزيع، إلا أن خطر المجاعة ونقص الإمدادات الغذائية فيها، لا يعتبر قائما، لكن هذه المخاوف تظهر بقوة في دول أفريقية، لا سيما المتمركزة في جنوب الصحراء الكبرى. 

وقال عارف حسن، كبير الاقتصاديين في منظمة "برنامج الغذاء العالمي"، لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أن المنظمة قلقة بشكل كبير من أن تؤدي أزمة كورونا إلى مجاعة في العديد من البلدان الفقيرة، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

الخبير أضاف أيضا أن الخطر بشكل عام يكون قائما لوجود مؤشرين اثنين لدى المنظمة، وهما وجود جفاف أو ركود اقتصادي عام في العالم، لكن الأزمة الصحية الحالية التي يعرفها العالم -يوضح الخبير- "تفيد بأن الخطيرين قائمان على أرض الواقع ما يدفع إلى المزيد من الحيطة والحذر". 

وأمميا، كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، قد أكد أن وباء "كورونا" من شأنه أن "يمثل أيضا تهديدا للأمن الغذائي، خاصة للدول الأفريقية التي تعتمد على واردات وصادرات المواد الغذائية". 

ولم تخف منظمة "برنامج الغذاء العالمي"، هذه التهديدات، أذ حذرت من العواقب الاقتصادية المترتبة عن أزمة "كوفيد 19"، على عدد من الدول الأفريقية الفقيرة، التي تعول بشكل أساسي على الإمدادات الغذائية، مثل الصومال والسودان وباقي دول جنوب الصحراء. 

وأفادت المنظمة في تقرير حديث لها، أن أزمة شح الإمدادات الغذائية في عدد من الدول الإفريقية الفقيرة مثل الصومال والسودان، هي "أخطر من تفشي الفيروس نفسه"، فيها. 

وفي الوقت الحالي، تقول منظمة "الفاو" إنها تضع مستويات قياسية من المواد الغذائية المخزنة بالمقارنة مع السنة المنصرمة، ترقبا لأي أزمة في الإمدادات الإضافية بسبب تداعيات جائحة كورونا. 

وحتى إذا كان من المتوقع حدوث نقص في خزانات القمح في أوروبا، فحسب المنظمة، سيكون الرهان على تعويضه من قبل روسيا، أما الذرة، فمن المتوقع تحصيلها من الأرجنتين والبرازيل.  

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).