سيتم السماح للأشخاص الذين اكتسبوا مناعة بالعودة للحياة الطبيعية
سيتم السماح للأشخاص الذين اكتسبوا مناعة بالعودة للحياة الطبيعية

تفكر الحكومات الأوروبية في إدخال ما يسمى "جوازات المناعة" للسماح للأفراد الذين أصيبوا بالفيروس وتعافوا منه بالعودة إلى الحياة الطبيعية، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".

وتجري ألمانيا حاليا تجارب لتحديد اختبارات الدم التي يمكن أن تحدد ما إذا كان شخص أُصيب بالفيروس وبالتالي لديه مناعة ضد الفيروس، مما يسمح له بالعودة إلى حياته الطبيعية.

ويحذر العلماء الألمان من أن هذه الخطوة لا تزال بعيدة، لأن هناك أسئلة حاسمة حول المدة التي قد تستمر فيها مناعة شخص ما، وعلى أي مستوى، بالإضافة إلى مخاوف بشأن الاختبارات التي تؤدي إلى نتائج إيجابية خاطئة والقدرة غير الكافية للاختبار على نطاق واسع.

بينما اعتبر جيرارد كراوز، عالم الأوبئة في مركز هيلمهولتز لأبحاث العدوى، بأنها خطوة صحيحة وضرورية، مؤكداً ضرورة التحقق من صحة الاختبار، وأن يكون هناك معرفة بمدة استمرار الحصانة ضد الفيروس. 

 

تقييم الخطر

 

ويعتقد كراوز أن دراسات اختبار الأجسام المضادة يمكن أن توفر مؤشراً على عدد الأشخاص المصابين، وبالتالي ستساعد الحكومات على تقييم خطر تخفيف القيود.  وأضاف أن معرفة مستوى العدوى بين السكان والمجموعات المعرضة للخطر بشكل خاص يمكن أن يتيح للحكومة تحديد ما إذا كان يمكن "الاسترخاء قليلاً" خلال الموجة الثانية المحتملة من العدوى، وتقييم ما إذا كان يمكن تخفيف تدابير الصحة العامة أم لا.

وتتضمن الدراسات الجارية بالفعل أو المخطط لها في ألمانيا في الأشهر المقبلة أخذ عينات من حوالي 100.000 شخص.

وتابع عالم الأوبئة: "في هذه الأثناء فإن معرفة مستويات المناعة أمر مهم للغاية لأنها تساعدنا على تقييم كيف يمكن أن تبدو الموجة التالية، ومن هي المجموعات المعرضة للخطر، وإذا كانت بعض الفئات العمرية محصنة بالفعل فلا نحتاج إلى تقلق بشأنهم".

 

لن يختفي بدون لقاح

 

من جانبها، أكدت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إنها لا تريد أن ترفع آمال السكان قبل الآوان، بالنسبة لتخفيف الإجراءات، وقالت: "سنكون حكومة سيئة إذا لم نكن نفكر في استراتيجية خروج".

وأعلنت ميركل التي حصلت على شهادة البكالوريوس في كيمياء الكم وعملت كعالمة أبحاث في الثمانينيات، أنه بدون لقاح لن يختفي الفيروس، وهذا يعني أن الأمر قد يستغرق عامين حتى يحصل السكان على مناعة القطيع. 

بينما توقع فرانك أولريش مونتغومري، رئيس الجمعية الطبية العالمية، إن عدد المصابين يمكن أن يكون أكبر بعشر مرات مما يعتقد الآن، مشيراً إلى أن العدد الدقيق ضروري حتى تستطيع الحكومات الموازنة بين الآثار الصحية المترتبة على رفع القيود والآثار الاقتصادية لعدم القيام بذلك.

وأكد أن معرفة من يتمتع بـ"الحصانة" ضد الفيروس يمكن أن يكون "فعالًا للغاية"، على سبيل المثال، من خلال المساعدة في تحديد عمال الخط الأمامي الذين يتمتعون بالحصانة والذين لا يحتاجون إلى معدات واقية.

وتعتبر دقة الاختبار مصدر قلق، لأن بعض الاختبارات حساسة للغاية، وتتفاعل مع أنواع أخرى من الفيروسات التاجية وتعطي نتائج إيجابية خاطئة. كما أن الأخطاء قد تكون مشكلة بشكل خاص عند اختبار أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض.

يذكر أن النمسا والدنمارك والنرويج، كانت قد أعلنت تخفيف إجراءات الإغلاق، وإعادة فتح بعض المحلات والمدارس.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).