لم يبد القس أي أسف عندما سأله أحدهم في مقابلة إن كان يشعر بالذنب إن أصيب أحد الحاضرين إلى الكنيسة بالمرض أو مات بسببه.
لم يبد القس أي أسف عندما سأله أحدهم في مقابلة إن كان يشعر بالذنب إن أصيب أحد الحاضرين إلى الكنيسة بالمرض أو إن مات بسببه.

رغم أن ولايته باتت إحدى بؤر تفشي فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، يصمم قس في ولاية لويزيانا الأميركية على متابعة إقامة الصلوات في الكنيسة، دون اكتراث لشأن الوباء القاتل.

ويواجه القس توني سبيل من كنيسة "لايف تابرناكل" ست تهم أمام القانون، وذلك عقب إقامته صلاة "أحد الشعانين" عطلة نهاية الأسبوع الماضي، والتي شارك بها مئات المصلين الذين توافدوا إلى كنيسته.

ووصل بعض المشاركين إلى الكنيسة بحافلات مزدحمة، حملت كل منها 26 شخصا.

ولم يبد القس أي أسف عندما سأله أحدهم في مقابلة إن كان يشعر بالذنب إن أصيب أحد الحاضرين إلى الكنيسة بالمرض أو مات بسببه.

وفي تبرير عجيب لإصراره على خرق تعليمات العزل قال: "كأي ثوري (..) أو كأي متدين ملتزم، يبدو الموت كصديق مرحب به (..) المسيحيون الحقيقيون لا يمانعون الموت إذا أصيبوا بالعدوى في الكنيسة"، وفقا لما ذكرت صحيفة "دايلي ميل".

وفي حديث إلى موقع "تي إم زي"، وصف القس سكان لويزيانا الذي طلب منهم البقاء في منازلهم ضمن جهود الولاية بالحد من تفشي فيروس كورونا بين أهاليها بأنهم "كالسجناء".

وطلبت لويزيانا من أهاليها في 23 مارس البقاء بالمنزل لتجنب العدوى.

وبحسب القس، فإن الصلوات الافتراضية (عبر الإنترنت) لم تشكل بديلا عن الصلاة بالحضور الشخصي.

وينتمي للأبرشية (الكنيسة) التي يتبع القس لها أكثر من 1000 شخص.

ويأتي تمرد القس في الوقت الذي لا تزال تشهد لويزيانا فيه تفشيا كبيرا للفيروس مقارنة بولايات أخرى.

وبحسب الخبراء، فقد باتت لويزيانا بؤرة لتفشي فيروس كورونا عقب استضافة مدينة نيو أورلينز لاحتفال ضم 1.4 مليون شخص منذ فترة ليست بالبعيدة، في 25 فبراير تحديداً.

واستجاب حاكم الولاية، بيل إدواردز، بعد حوالي شهر من الاحتفال المليوني، بإصداره تعليمات للبقاء في المنزل على مستوى الولاية، للحد من تفشي الفيروس.

ولا تعتبر لويزيانا الجمعيات الكنسية جزءا من الأعمال الأساسية الضروري استمرارها بالعمل خلال فترة الإغلاق، بل هي من الأعمال الممنوعة في الظرف الراهن.

وسجلت لويزيانا أكثر من 17 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، فارق أكثر من 650 منها الحياة.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).