افتقرت منظمة الصحة العالمية إلى الاستقلالية والشجاعة في لحظة ذات عواقب وخيمة
افتقرت منظمة الصحة العالمية إلى الاستقلالية والشجاعة في لحظة ذات عواقب وخيمة

"لولا الخداع الصيني وتواطؤ منظمة الصحة العالمية مع بكين، لكان تفشي فيروس كورونا المستجد محدودا في العالم"، هذا ما كتبه تحليل نشر على موقع مجلة "بولتيكو".

ويرى كاتب المقال ريتش لوري أن الصين ارتكبت أخطاء لا تغتفر، وكذبت بشأن تفشي المرض وعاقبت الأطباء وأخفت الصحفيين الذين قالوا الحقيقة.

وفي المقابل، افتقرت منظمة الصحة العالمية إلى الاستقلالية والشجاعة في لحظة ذات عواقب وخيمة وتتعلق بالصحة في العالم.

وأشار الكاتب إلى أن هدف الحزب الشيوعي الصيني ليس حماية مواطنيه، ناهيك عن رفاهية البلدان الأخرى، بل القيام بكل ما يبدو أنسب للحفاظ على قبضته الديكتاتورية على السلطة في أي لحظة.

ومن المفترض أن تكون منظمة الصحة العالمية مختلفة، لأنها تقول إن قيمها "تعكس مبادئ حقوق الإنسان والعالمية والإنصاف". ووفقا لدستورها، "إن صحة جميع الشعوب أساسية لتحقيق السلام والأمن وتعتمد على التعاون الكامل بين الأفراد والدول.

ولكن المنظمة، يضيف الكاتب، وافقت على الدعاية الصينية بعد تفشي الفيروس، ففي 14 يناير الماضي غردت على تويتر""التحقيقات الأولية" التي أجرتها السلطات الصينية لم تجد أي دليل على انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر. وبعد عدة أيام، أبلغت عن انتقال "محدود" من إنسان إلى آخر.

وأيدت منظمة الصحة العالمية رواية الصين خلال الأيام الأولى الحاسمة من تسترها على الفيروس.

ثم رفضت المنظمة أن تسمي تفشي المرض في الصين حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا يوم 22 يناير، وفي نفس الوقت كانت هناك حالات مؤكدة في تايوان وأستراليا واليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية . وانتظرت حتى 12 مارس لتعلن الفيروس جائحة.

ويرى الكاتب أن من أسوأ ما قامت به الصين هو استمرار الرحلات الجوية إلى جميع أنحاء العالم رغم إغلاقها مقاطهة هوبي بسبب الفيروس، ولم تعارض المنظمة ذلك بل كانت موافقة، وقالت إن حظر السفر غير ضروري للتغلب على الفيروس.

وبحسب الكاتب، في أواخر يناير، وبشكل لا يصدق أشاد رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بالمسؤولين الصينيين على "الشفافية التي أظهروها". وأشاد فريق من الخبراء باستجابة الصين بعد زيارة قام بها في منتصف فبراير إلى ووهان، وساهم في قصة بكين بأنها نجحت في احتواء الفيروس فيما فشل الجميع.

وختم الكاتب بالقول إنه في عالم أفضل، سيستقيل تيدروس على الفور، وستجعل الولايات المتحدة تمويلها المستمر والواسع للمنظمة مرهوناً برحيله.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).