فوضى الأسواق الرطبة في الصين تثير احتمالات فيروسات أخرى قد تنتقل إلى البشر
فوضى الأسواق الرطبة في الصين تثير احتمالات فيروسات أخرى قد تنتقل إلى البشر | Source: SM

لم يحدد العلماء حتى الآن كيف انتقل فيروس كورونا من الخفاش عبر حيوان وسيط إلى الإنسان، غير أن فوضى الأسواق الرطبة في الصين تثير احتمال انتشار فيروسات أخرى قد تنتقل إلى البشر، وفق تقرير لموقع شبكة فوكس نيوز الأميركية. 

وقال التقرير إن هذه الأنواع من الأسواق الرطبة، التي طالما تضمنت عناصر غريبة وغير عادية، معروفة بالعمل في ظروف تغيب عنها النظافة.

فوضى الأسواق الرطبة في الصين تثير احتمالات فيروسات أخرى قد تنتقل إلى البشر

ولأنها تبيع الحيوانات الحية، فينتشر البراز في كل مكان، كما تنتشر دماء الحيوانات بسبب تقطيعها من قبل البائعين وفق ما قال بيتر دازاك، رئيس تحالف الصحة البيئية، الذي يعمل على حماية الحياة البرية والصحة العامة من الأمراض الناشئة، لوكالة أسوشيتد برس الشهر الماضي.

وفق التقرير فإن "الأسواق الرطبة"،  كما هو محدد في قاموس أكسفورد الإنجليزي، هي أماكن "لبيع اللحوم الطازجة والأسماك والمنتجات". كما أنها تبيع مجموعة من الحيوانات الغريبة.

وكان سوق هوانان للمأكولات البحرية بالجملة في ووهان يعلن، قبل إغلاقه، عن عشرات الأنواع من الحيوانات مثل السلمندر والتماسيح الصغيرة والكلاب والراكون التي غالبا ما يشار إليها باسم الحياة البرية، حتى عندما تربي في مزراع خاصة، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

ومثل العديد من "الأسواق الرطبة" الأخرى في آسيا وأماكن أخرى، عاشت الحيوانات في سوق ووهان على مقربة من بعضها حيث تكون مقيدة أو مكدسة في أقفاص.

ويشير التقرير إلى أن الحيوانات في "الأسواق الرطبة" غالبا ما تقتل في الموقع لضمان الطراوة، لذلك فإن المزيج الفوضوي يثير احتمالات أن فيروس جديد سوف يقفز إلى البشر القريبين من الحيوانات ويبدأ في الانتشار، وفق الخبراء.

وكتب مراسل نيويروك بوست بداية هذا العام "لقد زرت سوق تاي بو الرطب في هونغ كونغ، ويبدو واضحا تمامًا لماذا يتم استخدام مصطلح "الرطب ".

"فالأسماك الحية في أحواض مفتوحة ترش المياه في جميع أنحاء الأرض. رفوف الأكشاك حمراء بالدم فيما يتم افراغ أحشاء الأسماك أمام الزبائن".

"السلاحف الحية والقشريات تتسلق بعضها البعض في صناديق، ذوبان الجليد يضيف الماء على الأرض. هناك الكثير من الماء والدم وقشور السمك وأحشاء الدجاج. كل شيء مبلل".

وفي أواخر فبراير، حظرت الصين تجارة واستهلاك الحيوانات البرية، وهي ممارسة يُعتقد أنها مسؤولة عن الوباء العالمي الحالي.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).