زاد الاهتمام في الفترة الأخيرة بلقاح ضد السل بعد معلومات عن إمكانية استخدامه ضد مرض كوفيد-19
زاد الاهتمام في الفترة الأخيرة بلقاح ضد السل بعد معلومات عن إمكانية استخدامه ضد مرض كوفيد-19

وجدت دراسة حديثة أن الدول التي تطبق سياسة تطعيم إجباري ضد مرض السل شهدت عددا أقل لحالات الإصابات بفيروس كورونا المستجد.

والدراسة "الأولية" التي توجد على موقع "medRxiv" الطبي، وهو موقع للأبحاث الطبية غير المنشورة،  تشير إلى أن الدول التي تدرج لقاح "BCG"  ضمن لقاحاتها كانت ضمن تلك التي شهدت عددا أقل من الحالات المؤكدة والوفيات جراء مرض كوفيد-19 الناجم عن الفيروس.

وقال موقع بلومبرغ إن الأطباء في ستة بلدان على الأقل يجرون تجارب حاليا تتضمن إعطاء العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية والمسنين هذا اللقاح لمعرفة ما إذا كان بإمكانه بالفعل توفير الحماية من الفيروس التاجي الجديد.

غونزالو أوتازو، الأستاذ المساعد في معهد نيويورك للتكنولوجيا والمشرف الرئيسي على الدراسة قال إنه بدأ العمل في هذا البحث بعد أن لاحظ انخفاضا في عدد حالات الفيروس في اليابان، التي كانت من أولى البلدان التي ظهرت بها  حالات في العالم، ومع ذلك لم يتجاوز العدد الآن أكثر 5500 حالة إصابة ونحو 99 وفاة. ولم تضطر السلطات إلى اتخاذ تدابير صارمة مثل الإغلاق.

وقال الباحث إن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن هذا اللقاح يقي أيضا من أمراض معدية أخرى غير السل.

وقام فريق أوتازو بتجميع معلومات عن الدول التي تلتزم بإعطاء هذا اللقاح ونسبة ووجدوا بالفعل "علاقة ارتباط قوية" بقلة عدد حالات الفيروس الجديد.

وقال أوتازو إن دولا مثل كوريا الجنوبية واليابان استطاعت السيطرة على الوباء لديها نظام معمم لتعاطي اللقاح المشار إليه، على عكس دول أخرى ظهرت فيها حالات عددة مثل الولايات المتحدة وإيطاليا، اللتين توصيان باللقاح فقط للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسل، وألمانيا وفرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة، التي كان لديها برامج لإعطاء هذا اللقاح ثم أنهت العمل به قبل سنوات.

ويجري المركز الطبي بجامعة رادبود في هولندا حاليا تجارب عملية على عاملين في المجال الصحي وكذلك أشخاص كبار السن لاختبار مدى فعالية اللقاح.

وتشير الأبحاث السابقة للدكتور ميهاي نيتيا ، الذي يشرف على هذا العمل، إلى أن لقاح BCG يقوم بزيادة حساسية الجهاز المناعي للاستجابة بشكل أفضل ضد مسببات الأمراض التي تعتمد على نفس استراتجية مرض السل. وقال إن الأمر يشبه إصدار "إشارات مرجعية للجهاز المناعي لاستخدامها لاحقا في الحياة".

لكن أوتازو يحذر من الإسراع نحو الحصول على هذا اللقاح، مشيرا إلى الحاجة للمزيد من التجارب السريرية لمعرفة فعاليته.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).