تجربة سريرية على بلازما مرضى تماثلوا للشفاء في فرنسا
تجربة سريرية على بلازما مرضى تماثلوا للشفاء في فرنسا

لا تتوافر في الوقت الحالي معلومات طبية دقيقة بشأن أسباب وفاة المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد، هل هو الفيروس نفسه؟ أما استجابة الجهاز المناعي للمرض؟

ومعرفة السبب مهمة في إيجاد أفضل العلاجات خاصة لذوي الحالات الحرجة، لكن مع غياب معلومات مؤكدة حول طبيعة المرض الجديد (كوفيد-19) أصبح الأطباء في حيرة من أمرهم.

بعض البيانات تشير إلى أن الجهاز المناعي يلعب دورا في تدهور صحة ووفاة بعض المصابين بالفيروس التاجي الجديد، وهو ما يدفع الأطباء إلى إعطاء العلاجات التي تكبح جماح الاستجابة المناعية للجسم.

لكن المشكلة أحيانا تكمن في أن هذه العلاجات تقمع عمل جهاز المناعة تماما، ما يعيق قدرة الجسم على إبقاء العدوى الفيروسية تحت السيطرة.

في الوقت ذاته، يحاول الأطباء إنقاذ مرضاهم بشتى الطرق المؤكدة علميا، وتلك التي لم يتم التحقق منها بعد.

بعض التحليلات (حول دور جهاز المناعة) لمرضى الفيروس التاجي في الصين تشير إلى أنه ليس الفيروس فقط الذي يدمر الرئتين ويسبب الوفاة، بل أيضا الاستجابة المناعية المفرطة.

ووجدت أن بعض المصابين بحالات شديدة من المرض تكونت لديهم مستويات عالية من بروتينات تسمى السيتوكينات (cytokine) بعضها يؤدي إلى زيادة الاستجابة المناعية. 

من بينها بروتين يسمى "interleukin-6" يحفز بعض أجزاء الجهاز المناعي مثل الخلايا الأكولة أو البلعمية التي تبتلع الأجسام الغريبة،  لكنها أيضا يمكن أن تؤدي إلى إتلاف خلايا الرئة الطبيعية. 

والحل بحسب التقرير هو عقار يمنع نشاط هذا البروتين ويقلل من تدفق الخلايا البلعمية إلى الرئتين، مع السماح بالاستجابات المناعية الأخرى التي قد تساعد الجسم على محاربة المرض، وهي الأدوية المعروفة باسم مثبطات "IL-6" التي تستخدم لعلاج التهاب المفاصل واضطرابات أخرى. 

أحد هذه العقارات يسمى "Actemra" الذي تنتجه شركة الأدوية السويسرية "Roche" وتمت الموافقة عليه في الصين لعلاج مرضى الفيروس التاجي.

 تم اختباره واختبار عقارات أخرى من هذه الفئة ببعض الدول لعلاج المرض الجديد، لكن في ضوء عدم توافر هذه العقارات بشكل كاف، تلجأ الكثير من المتشفيات إلى الستيرويدات وبعض العلاجات الأخرى التي قد تقلل بشكل كبير من قدرة الجسم على مكافحة العدوى.

رافي أحمد، عالم المناعة الفيروسية في جامعة إيموري في ولاية أتلانتا الأميركية، يقول إنه "من الصعب جدا معرفة نسبة الضرر الناتج في الجسم من الفيروس نفسه ونسبة الضرر من الاستجابة المناعية" ويعتقد أنه "مزيج من الاثنين".

وفي ظل عدم وجود إجابة واضحة، يأمل أحمد أن يتوصل الباحثون إلى علاج مركب، مثل مثبط "IL-6" الذي لا يمنع عمل جهاز المناعة تماما جنبا إلى جنب مع دواء مضاد للفيروسات يستهدف الفيروس مباشرة.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).