الصين تسجل إصابات جديدة بكورونا بعد عودة مواطنين من روسيا
الصين تسجل إصابات جديدة بكورونا بعد عودة مواطنين من روسيا

أدى تزايد عدد المواطنين الصينيين العائدين من روسيا التي تشهد الآن ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إلى أكبر ارتفاع في الإصابات الجديدة بكوفيد-19 في الصين خلال أكثر من شهر.

وقال مسؤولون صينيون، الاثنين، إن 169 حالة إصابة جديدة تم تأكيدها في البلاد، مشيرين إلى أن 61 من المصابين لا تظهر عليهم أية أعراض.

وقالت الحكومة إن 98 من الحالات تم "توريدها" عبر أشخاص وصلوا إلى الصين في الآونة الأخيرة من الخارج. ومعظم هؤلاء مواطنون صينيون سارعوا على ما يبدو للعودة إلى وطنهم بعد قيدت بكين الرحلات الجوية من وإلى البلاد.

وكانت رحلة تابعة لخطوط إيروفلوت الروسية قد نقلت في 10 أبريل 60 شخصا من موسكو إلى شنغهاي، ثبتت في وقت لاحق إصابتهم بكورونا المستجد. وخضع جميع الركاب الحجر الصحي.

ووصلت تلك الرحلة بعد أيام قليلة من إعلان الصين أنها ستغلق اعتبارا من الاثنين، آخر معبر بري لها في سويفينه، المدينة الصغيرة عبر الحدود من أقصى شرق روسيا.

وسافر العديد من الصينيين الذين يسعون إلى مغادرة روسيا جوا من موسكو إلى فلاديفوستوك على أمل استكمال الرحلة برا. وقالت القنصلية الصينية في فلاديفوستوك في بيان الأحد، إن 243 صينيا مصابين بكوفيد-19 عبروا الحدود بالفعل.

وسجلت العديد من الإصابات في المناطق الحدودية لدرجة أن الحكومة المحلية فتحت مستشفى مؤقتا للتعامل معها.

وأغلقت روسيا حدودها مع الصين في يناير، على أمل وقف انتشار الوباء، لتجد نفسها تواجه انتشار متأخر للفيروس وسجلت حتى الاثنين، أكثر من 18 ألف إصابة و148 وفاة على الأقل.

وأثارت زيادة حالات كوفيد-19، القلق بشأن موجة ثانية من الإصابات في الصين التي كانت المركز الأصلي للوباء.

ووفقا للبيانات الصادرة عن اللجنة الوطنية للصحة الاثنين، فإن الأرقام الأخيرة في البلاد تجاوزت بقليل 82 ألف إصابة و3341 وفاة. وبالمقارنة، فإن الولايات المتحدة لديها أكبر عدد من الحالات في العالم وتصل إلى 560 ألفا وأكثر من 22 ألف حالة وفاة.

وبلغت حالات كوفيد-19 ذروتها في الصين في منتصف فبراير، وأعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري، عن أول يوم من دون تسجيل أي إصابات جديدة منذ الكشف عن الفيروس لأول مرة في ووهان أواخر ديسمبر.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).