فيروس كورونا المستجد ظهر في ووهان في أواخر ديسمبر 2019
فيروس كورونا المستجد ظهر في ووهان في أواخر ديسمبر 2019

فقدت الصين ثقة كثير من الدول بعد انكشاف ما تسترت عليه بشأن كورونا ما أدى إلى انتشار الوباء في أنحاء العالم،  وهذا الأمر دفع السلطات إلى القيام بأنشطة وصفها باحث صيني بـ"المقلقة" للتعتيم على أصل الفيروس.

وفرضت الصين قيودا على نشر الأبحاث العلمية المتعلقة بأصول فيروس كورونا المستجد، بحسب ما جاء في توجيهات من الحكومة المركزية وإشعارات على الإنترنت نشرتها جامعتان صينيتان وجرى حذفها الآن.

وذكرت شبكة CNN التي أوردت الخبر، أنه بموجب السياسة الجديدة، ستخضع جميع الأبحاث الأكاديمية حول كوفيد-19 لتدقيق إضافي قبل تقديمها للنشر.

وبحسب المنشورات المحذوفة، فإن الدراسات حول أصل الفيروس ستحتاج إلى جانب خضوعها للتدقيق الإضافي، إلى موافقة مسؤولين في الحكومة المركزية.

ونسبت الشبكة إلى خبير طبي في هونغ كونغ تعاون مع باحثين من البر الرئيسي للصين لنشر تحليل سريري لحالات كوفيد-19 في مجلة طبية دولية، قوله إن عمله لم يخضع في فبراير لعملية الفحص المعلنة.

ويبدو أن زيادة التدقيق أحدث جهد من جانب الحكومة الصينية للسيطرة على ما يقال بخصوص أصول كورونا المستجد الذي حصد أرواح  حوالي 115 ألف شخص حول العالم وأصاب أكثر من مليون و860 ألفا آخرين منذ ظهوره في مدينة ووهان في ديسمبر 2019.

وتعرضت الصين لانتقادات لحجبها معلومات حول الفيروس ومعاقبة مسربيها في المرحلة الأولى من ظهور العدوى. وتعرضت السلطات لانتقادات حادة قل مثيلها على الإنترنت، على خلفية طريقة تعاطيها مع كوفيد-19، وواجه مسؤولون محليون انتقادات بشكل خاص لمعاقبة مبلغين سعيا على ما يبدو للتستر على الوباء في مطلع يناير.

ومنذ أواخر يناير، نشر باحثون صينيون سلسلة من الدراسات عن المرض الجديد في العديد من المجلات الطبية الدولية المؤثرة.

وأثارت بعض النتائج حول حالات الإصابة الأولى بالفيروس، مثل الانتقال من إنسان إلى إنسان لأول مرة، تساؤلات حول الرواية الحكومية الرسمية لانتشار المرض وأثارت جدلا على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.

والآن يبدو أن السلطات الصينية تشدد قبضتها على ما ينشر من أبحاث عن كوفيد-19. وبحسب التوجيه الصادر عن قسم العلوم والتكنولوجيا بوزارة التربية والتعليم، "يجب إدارة التقارير الأكاديمية حول تتبع أصل الفيروس بشكل صارم ومحكم".

ويحدد التوجيه طبقات الموافقة على هذه الأبحاث، بدءا باللجان الأكاديمية في الجامعات. ويطلب من اللجان إرسالها إلى قسم العلوم والتكنولوجيا في وزارة التربية والتعليم، الذي يقوم بعد ذلك بإرسالها إلى فريق عمل تابع لمجلس الدولة لفحصها.

ولا تقدم الأبحاث للنشر في الدوريات إلا بعد أن تتلقى الجامعات ردا من فريق العمل التابع لمجلس الدولة.

وسيتم فحص أبحاث أخرى عن الوباء، من قبل اللجان الأكاديمية للجامعات بناء على شروط مثل "القيمة الأكاديمية" للدراسة وما إذا كان "توقيت النشر" صحيحا، وفق CNN.

وجاء في التوجيهات أن التعليمات الجديدة تستند إلى ما صدر خلال اجتماع عقده في 25 مارس فريق العمل بمجلس الدولة للوقاية والسيطرة على كوفيد-19.

ونسبت، CNN لباحث صيني لم تكشف عن هويته، قوله إن التحرك مثير للقلق لأنه سيعيق على الأرجح بحثا علميا مهما. وأضاف "أعتقد أنه جهد منسق من الحكومة الصينية للسيطرة على السرد ورسمه كما لو أن الوباء لم ينطلق من الصين".

وتابع "لا أعتقد أنهم سيسمحون بالفعل بإجراء أي دراسة موضوعية للتحقيق في أصل هذا المرض". ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على طلب من CNN للتعليق.

يذكر أن فيروس كورونا المستجد ظهر في ووهان في أواخر ديسمبر، وربطته السلطات آنذاك بسوق للسمك وفواكه البحر في المدينة. ويقول العلماء في الصين والغرب، إن الفيروس نشأ على الأرجح في الخفافيش ومنها قفز إلى البشر عبر مضيف متوسط، مثله مثل فيروس سارس الذي انتشر في 2002 و2003.

 

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).