يقترب عدد الإصابات في تركيا من 57 ألف حالة
يقترب عدد الإصابات في تركيا من 57 ألف حالة

رغم تأكيدات السلطات التركية بأنه يمكن السيطرة والتعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد إلا أن تسارع أعداد الغصابات فيها سيجعل منها منافسة لإيران في أن تصبح بؤرة المرض في الشرق الأوسط.

وبلغت أعداد الإصابات في تركيا قرابة 57 ألف حالة، فيما بلغ عدد الوفيات المسجلة 1198 وفاة ما يجعلها في المرتبة الثانية بعد إيران التي تبلغ فيها أعداد الإصابات قرابة 72 ألف حالة وأعداد الوفيات 4474 وفاة بحسب الأرقام الرسمية.

في مطلع مارس قالت وسائل إعلام موالية للحكومة إن البلاد خالية من الفيروسات ولديها القدرة على التعامل مع أزمة جائحة كورونا، فيما غابت أصوات الصحفيين المعارضين عن المشهد أو الكتابة خاصة بعد سياسية تكميم الأفواه المتبعة في هذه البلاد التي سجنت العديد منهم تحت ذرائع مختلفة، وفق تقرير نشرته صحيفة جورزليم بوست.

وخلال أقل من أسبوع منذ مطلع أبريل ارتفعت أعداد الإصابات من 15 ألف حالة إلى 52 ألف حالة إصابة مؤكدة، ووفق هذه الأرقام فهي تسير على خطى إيران بأن تصبح البؤرة الأكبر للمرض في الشرق الأوسط، وما يزيد من خطورة هذا الأمر أن مطاراتها تعد نقطة ترانزيت للعديد من الرحلات القادمة والمغادرة من المنطقة أيضا.

وزير الداخلية التركي سليمان صويلو تسبب الأحد في هزة في الساحة السياسية في البلاد بعدما قدم استقالته بسبب الفوضى التي عمت البلاد بسبب إعلان مفاجئ حظر التجول من أجل الحد من انتشار الوباء.

ورفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاستقالة ودعاه لمواصلة أداء وظيفته.

وتجد أنقرة نفسها عاجزة الآن عن إلهاء شعبها عن مثل هذه الأزمة الداخلية حيث اعتادت أن توجه أنظار شعبها بافتعال أزمات إقليمية خاصة في جنوب البلاد أو حتى تدخلها في صراعات جديدة مثل إرسال ميليشيات تابعة لها إلى ليبيا.

الإعلام التركي يحاول صرف انتباه المواطنين عما يحصل في البلاد بتضخيم وتعظيم ما يحصل في دول أخرى وأن الأزمة في مناطق أخرى غير مسيطر عليها خاصة الدول الأجنبية، وتعظيم دور السلطات التركية بأنها ترسل مساعدات ومعدات طبية وكمامات وأجهزة فحص إلى أميركا بريطانيا وإيطاليا وتونس وليبيا، وحتى محاولة كسب صف المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية التي أشادت بما تقدمه تركيا من مساعدات للدول الأخرى لتمكنيهم من مواجهة أزمة فيروس كورونا.

مساعدات تركية طبية تصل إلى بريطانيا

وقالت جورزليم بوست إن تركيا تستخدم "دبلوماسية الرعاية الصحية" والبحث عن الثناء دوليا، في الوقت الذي يحتاج فيه شعبها إلى استخدام مثل الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية.

ومع نهاية الأسبوع الماضي تفاجأ ملايين الأتراك بإعلان السلطات حظر الخروج قبل ساعتين فقط من دخوله حيز التنفيذ في أكبر 30 مدينة في البلاد. 

وبث الإعلان المباغت الذعر في صفوف الآلاف من الأتراك الذين احتشدوا أمام المتاجر للتزود بالحاجيات، دون أخذ تدابير التباعد الاجتماعي بعين الاعتبار.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).