المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس يتمنى استمرار الدعم الأميركي
المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس

انتقادات شديدة تتعرض لها منظمة الصحة العالمية، بعدما أصدرت تايوان محتوى الخطاب الذي أرسلته إلى المنظمة في ديسمبر الماضي، وتستفسر فيه عن انتشار فيروس كورونا المستجد.

وكانت تايوان قد قالت إن منظمة الصحة العالمية تجاهلت الخطاب في ذلك الوقت، بل ورفضت تقديم معلومات كافية حول كيفية محاربة المرض الذي استشرى في العالم كله، بحسب تقرير موقع "فوكس نيوز" الأميركي.

وتتهم تايوان المنظمة بأنها قللت من أهمية شدة وانتشار فيروس كورونا إرضاء للصين، حتى بعدما دقت تايوان ناقوس الخطر عقب الكشف عن سبع حالات التهاب رئوي "غير اعتيادية"، في مدينة ووهان الصينية، حيث اكتشف الفيروس لأول مرة.

وكانت السلطات التايوانية قد أرسلت لمنظمة الصحة في ٣١ ديسمبر الماضي، تستفسر بخصوص تصريح مسؤولي الصحة الصينيين لوسائل إعلام، بأنهم لا يعتقدون أن الإصابات سببها مرض السارس، فيما تم عزل المصابين، وإخضاع العينات للفحص.

واختتم المسؤول التايواني الذي بعث بالرسالة قائلا "سأكون ممتنا للغاية، إذا كانت لديكم معلومات ذات صلة، لمشاركتها معنا".

منظمة الصحة العالمية نفت من جهتها أن تكون تايون نبهتها بخصوص فيروس ينتقل من شخص إلى آخر.

 لكن مركز السيطرة على الأمراض في تايوان، قال إنه نظرا لذكرهم في الرسالة جملة "التهاب رئوي غير نمطي"، فإن مسؤولي الصحة يفهمون من هذه الصياغة انتقال المرض من شخص لآخر.

وأضاف مركز السيطرة على الأمراض التايواني "بسبب أنه لم يكن هناك حالات مصابة بالفيروس في ذلك الوقت في تايوان، فإنه لا يمكننا أن نقول بشكل مباشر وحاسم، إنه كان ينتقل من إنسان إلى آخر".

وقالت تايوان إن منظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض الصيني، رفضا تقديم معلومات كافية، كان من شأنها أن تساعد الحكومة في الاستعداد لمكافحة الفيروس.

وقد تجاهلت منظمة الصحة العالمية تحذيرات تايوان، وساندت في الوقت نفسه مزاعم الصين بخصوص انعدام الدليل على وجود فيروس ينتقل من إنسان إلى آخر، وذلك في رد جاء متأخرا في يوم ١٤ يناير الماضي.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).