الصين تشدد الرقابة على حدودها مع روسيا
الصين تشدد الرقابة على حدودها مع روسيا

رغم أن عدد حالات العدوى اليومية في مختلف أنحاء الصين انخفض بشكل كبير، فقد شهدت بكين خلال الأيام الماضية ارتفاعا في عدد الحالات اليومية بعد وصولها لأدنى مستوى في 12 مارس الماضي، وكانت أكثر من 90 % منها لأشخاص قدموا من الخارج.

لذلك أصبحت حدود الصين الشمالية الشرقية مع روسيا خطاً أماميا في المساعي الصينية الرامية لدرء موجة ثانية من وباء فيروس كورونا.

فبعد  إعلان الحكومة الصينية إغلاق الحدود أمام القادمين باستثناء المواطنين الصينيين، أصبح الطريق البري الذي يمر بمدينة سويفين التي تقع على الحدود مع روسيا واحدا من خيارات قليلة متاحة للراغبين في العودة للوطن، بعد أن أوقفت روسيا الرحلات الجوية إلى الصين باستثناء رحلات الإجلاء.

وتعمل المدن الحدوية مع روسيا على تشديد الرقابة على الحدود وفرض حجر صحي مشدد، فقد فرضت كل من مدينة سويفين ومدينة هاربين حجرا صحيا لمدة 28 يوما واختبارات الحمض النووي والأجسام المضادة لكل القادمين من الخارج.

وقال أحد سكان مدينة سويفين الحدودية: "كنا نحسب أن مدينتنا الصغيرة هذه أكثر الأماكن أمانا".

وكانت الصين أعلنت يوم الأحد، اكتشاف 108 حالات إصابة بكورونا في البر الرئيسي، وهو أكبر زيادة يومية في عدد الإصابات منذ 5 مارس الماضي.

وسجلت الحالات الواردة من الخارج مستوى قياسيا ببلوغها 98 حالة، وكان نصفها لمواطنين صينيين عائدين من أقصى شرق روسيا.

وقد قررت الحكومة فرض قيود صارمة على المدينة الحدودية تشبه تلك التي فرضتها على مدينة ووهان مركز تفشي الفيروس، خوفا من تكرار المأساة، فقد منعت التجمعات وأغلقت المحلات، حتى بدت شوارع المدينة خالية.

من جانبها، قالت جين جينغ المتحدثة باسم اللجنة الصحية البلدية في شنغهاي إن السلطات في المدينة اكتشفت أن 60 شخصا وصلوا على طائرة تابعة لشركة إيروفلوت الروسية من موسكو في العاشر من ابريل نيسان مصابون بفيروس كورونا.

أما ليو هايتاو، مسؤول الهجرة، فقد أعلن أن الصين خفضت عدد الأشخاص الذين يعبرون حدودها بنسبة 90%، وحاولت وقف جميع الرحلات غير الضرورية.

وأضاف: "حدودنا طويلة وبصرف النظر عن المعابر الحدودية والممرات، هناك عدد كبير من الممرات الجبلية والممرات ومعابر العبارات والطرق الصغيرة، فالوضع معقد للغاية".

بينما أكد سكان مدينة سويفين أن عددا كبيرا من الناس غادروا المدينة، خوفا من العدوى غير أن آخرين يثقون بتدابير الاحتواء التي اتخذتها السلطات.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).