باحثون يحذرون من فشل الجهود الجارية لإنتاج لقاح جديد ضد كورونا
باحثون يحذرون من فشل الجهود الجارية لإنتاج لقاح جديد ضد كورونا | Source: SM

حذر باحثون من فشل الجهود الجارية لإنتاج لقاح جديد ضد فيروس كورونا المستجد بعد اكتشاف دلائل على طفرة جديدة فيه، وذلك بحسب دراسة حديثة أكدت أن التطورات الجديدة تثير مخاوف من  أن الخطوات التي تم إنجازها تجاه اللقاح قد تصبح "غير مجدية".

وقال الباحثون الذين عزلوا سلالة من الفيروس (سارس-كوف 2)، من عينة تم جمعها في الهند في يناير، إن الطفرة جعلت الفيروس أقل قدرة على الارتباط بمستقبلات خلايا بشرية تسمى ACE2 ، وهي عبارة عن  إنزيم موجود في الرئتين.

وأوضح الباحثون، وفقا لنيوزويك، أن اكتشاف هذه الطفرة "يثير إنذارا بأن تطوير اللقاح الحالي قد يصبح عديم الجدوى في أي وباء مستقبلي، إذا تم تحديد مزيد من الطفرات".

ومع ذلك  أكد فريق الباحثين بقيادة جامعة تشانجوا الوطنية للتعليم في تايوان بالتعاون مع جامعة مردوخ في أستراليا،  أن فيروس سارس-كوف 2  الذي يسبب وباء كوفيد-19  لديه معدل تغير منخفض.

وقالوا وفقا لنيوزويك  "لقد أكدنا أن سارس- كوف 2 لديه معدل طفرة منخفض نسبيا، ولكننا أثبتنا أيضا  أن طفرة جديدة ذات ضراوة  وخصائص مناعية مختلفة،  قد ظهرت بالفعل".

لكن جينا ماكيوتشي، وهي محاضرة في علم المناعة بجامعة ساسكس ولم تعمل على الدراسة، قالت لـ نيوزويك إنه على الرغم من أهمية هذا الاكتشاف، إلا أنها لا تعتقد أن جهود التطعيم بلا جدوى وأضافت:

"من المتوقع حدوث طفرات صغيرة مع أي فيروس. يبدو أن الطفرة التي ظهرت في هذا التقرير تقلل الارتباط بـ ACE2 مما يعني ضراوة أقل وربما أيضا قدرة أقل على العدوى. ولكن بما أن هذا تقرير منعزل، فهذا لا يعني بالضرورة أن محاولات التطعيم عديمة الجدوى ".

ومن جانبه قال بنيامين نيومان ، أستاذ ورئيس قسم العلوم البيولوجية بجامعة تكساس  لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست إن التحور المستمر للفيروس التاجي يعني فقط أن اللقاح سيحتاج إلى اختبارات وتحديثات دورية. وأضاف:

" فيروس الإنفلونزا يتغير باستمرار وبنفس معدل الفيروس التاجي، لكننا قادرون على التطعيم بنجاح ضد هذا الهدف المتحرك".

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).