أعادت الصين فتح 94 في المئة من الأسواق الرطبة، اعتبارا من 22 مارس الماضي، بعد نحو شهر من إغلاقها، مع وعد بإصدار قانون يشدد الرقابة على هذه الأسواق، التي يرجح العلماء أن وباء كورونا انطلق منها.
والأسواق الرطبة هي أماكن "لبيع اللحوم الطازجة والأسماك والمنتجات". كما أنها تبيع مجموعة من حيوانات برية غريبة، وهي موجودة بكثرة في الصين وهونغ كونغ والفلبين وتايوان وتايلاند وإندونيسيا وماليزيا وفيتنام، بحسب تقرير لشبكة "سي أن أن" الأميركية.
ولأنها تبيع الحيوانات الحية، فينتشر البراز والدماء في كل مكان، وتتميز بالفوضى وعدم النظافة، ويكثر فيها احتمال انتشار فيروسات أخرى قد تنتقل إلى البشر.
وفي سوق هوانان للمأكولات البحرية بالجملة في ووهان، تباع عشرات الأنواع من الحيوانات، مثل السلمندر والتماسيح الصغيرة والكلاب والراكون، التي غالبا ما يشار إليها باسم الحياة البرية، حتى عندما تربى في مزراع خاصة.
وعلاوة على أن فتح هذه الأسواق في الصين من جديد، جاء من دون إصدار قانون تشديد الرقابة، الذي تقول الحكومة إنها تصوغه حاليا، فإن الخبراء يخشون أن يعيد التاريخ نفسه ويكون مصيره مثل سابقه، فيضطر العالم إلى انتظار الوباء التالي.
فبعد وباء سارس، الذي بدأ في الصين أيضا في عامي 2002 و2003، حاولت عدة مقاطعات صينية التعامل مع تجارية الحياة البرية، فحظرت بيع بعض الحيوانات، مثل الثعابين وقطط الزباد.
وارتبط وباء سارس ببيع قطط الزباد في مقاطعة غوانغدونغ الصينية.
لكن مع مرور الوقت، فإن العديد من قرارات الحظر إما أزيلت بهدوء، أو تلاشى مفعولها، فأصبحت كأنها لم تكن.
تغيير الممارسات
مع تطور الأوضاع، بدأ المستهلكون في الصين في تغيير ممارساتهم وعدم الذهاب إلى هذه الأسواق، مع دخول منتجاتها خضم المنافسة مع محلات البقالة الكبيرة وأيضا عمالقة الإنترنت المحترفين مثل علي بابا وغيرها والتي تقدم حسومات لزبائنها.
وأصبحت أسواق الإنترنت ضرورة يومية للصينين مؤخرا، خاصة عندما تم إغلاق البلاد وحظر التجوال في مناطق كثيرة مع تفشي وباء كورونا.
لكن مع عودة الأسواق ومحاولتها جذب المستهلكين من جديد، يخشى العلماء من موجة جديدة للفيروس أو حتى نشوء أخرى.
ويرى علماء، بحسب "سي أن أن"، أن أهم وسيلة للوقاية من الوباء التالي، ليست فقط محاولة تقليل جذب الناس إلى هذه الأسواق، وإنما إلغاؤها تماما، وأيضا إنهاء الاتجار غير المشروع بالحيوانات البرية.
لكن كبير الباحثين في المعهد البيئي لأبحاث المستقبل، دوان بيغز، يستبعد أن تنجح محاولات إغلاق جميع الأسواق الرطبة حول العالم، مطالبا في الوقت ذاته بتشديد الرقابة العلمية لتطورات هذه الأسواق، ومحاولة تغيير القيم الثقافية لدى الشعوب التي تنجذب إلى هذا النوع من تجارة الحيوانات البرية.
ووفقا لتقرير للحكومة الصينية لعام 2017، فقد بلغت قيمة تجارة الحيوانات البرية في البلاد أكثر من 73 مليار دولار، وهو ما يدر على بكين أرباحا طائلة.