خبير روسي يحذر من تحول موسكو إلى بؤرة لوباء كورونا مثل نيويورك
خبير روسي يحذر من تحول موسكو إلى بؤرة لوباء كورونا مثل نيويورك

حذر عالم فيروسات روسي بارز من أن موسكو تتجه لأن تكون بؤرة جديدة لمرض كورونا (كوفيد-19) مثلما هو الحال في مدينة نيويورك.

وقال البروفيسور سيرجي نيتيسوف،  من جامعة نوفوسيبيرك الحكومية، إن شوارع موسكو المزدحمة عادة، وعدد سكانها البالغ 12 مليون نسمة، يجعلها أرضا خصبة لتكاثر فيروس سارس-كوف 2 بنفس طريقة نيويورك، محذرا من أن إجراءات الإغلاق ربما جاءت متأخرة جدا.

وحذر  الخبير الروسي من أن موسكو تواجه أزمة كبيرة مع وجود مستشفيات بالفعل في وضع طوارئ وتوسيع نطاق الخدمات الصحية إلى أقصى حد.

وتأتي هذه التصريحات المثيرة للقلق في الوقت الذي تبني روسيا 18 مستشفى جديدا لفيروس كورونا من بحر البلطيق إلى المحيط الهادئ. 

كما تتزامن تصريحات نيتيسوف مع دعوة من الصين إلى روسيا تناشدها فيها "السيطرة" على العدوى، مشيرة إلى أن معظم حالاتها الجديدة قادمة من روسيا.

وحذر البروفيسور نيتيسوف من أن ظروف العاصمة الروسية تجلعها مهيئة لتفش واسع "شوارع نيويورك مزدحمة، وخاصة في مانهاتن، مثلما هو الحال في غاردن رينغ في موسكو" حيث يتواصل الناس بنشاط، وهم معتادون على تناول الطعام خارج المنزل مرتين أو ثلاث مرات في اليوم.

وقال نيتيسوف"هناك الكثير من الظروف المهيئة لانتشار المرض ولهذا السبب نشهد مثل هذا التفشي..وسيكون لدينا  وضع مشابه لما يحدث في نيويورك، رغم أني لا أتمنى ذلك".

ويقدر عدد حالات الإصابة المسجلة في موسكو بأكثر من 60 في المئة من المجموع الكلي المسجل في روسيا والذي تجاوز 24 ألف حالة إصابة بحلول الأربعاء. ويحسب معدل الوفيات المرض، على أساس من أصيب بالعدوى قبل أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. 

ولاية نيويورك لديها أكثر من 200 ألف حالة أصابة وما لا يقل عن عشرة آلاف حالة وفاة. ولكن البروفيسور نيتيسوف، الرئيس السابق لمختبر فيكتور المنخرط بشدة في جهود مكافحة وباء كورونا وإيجاد لقاح له، قال لـ Reminder Media إن ما تشهده روسيا هو "قمة جبل الجليد".

وأضاف "روسيا في المرحلة الأولى من الوباء. لقد رصدنا فعليا 80 في المائة من الحالات الجديدة، في غضون أسبوع واحد. أرقامنا لا تعكس الصورة الحقيقية بعد. نحن نرى فقط قمة جبل الجليد، لأننا لا نعرف بعد عدد الحالات التي لا تظهر عليها أعراض".

وحذر نيتيسوف من أن ما يصل إلى 80 في المائة من المرضى المصابين يمكن أن يكونوا ناقلين صامتين للفيروس "لا يشعرون بالمرض ولا يذهبون إلى الطبيب".

وبدأت موسكو تدابير إغلاق والحد من حركة الناس في نهاية مارس. ومع ذلك، أظهرت لقطات قوائم انتظار طويلة في محطة مترو في موسكو، فيما يتجول آخرون بالقرب من بعضهم من دون أقنعة واقية من المرض.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).