إن الروابط بين منظمة الصحة العالمية وشركات صناعة الأدوية خطيرة وغامضة ويصعب أحيانا الكشف عنها، وفق اتهامات صادرة عن علماء ومؤسسات يصعب رميها بتهمة "نظرية المؤامرة" وفق تقرير لموقع "غلوبال ريسرش" الكندي أعيد نشره مع تفشي وباء كورونا.
ومع تفشي الفيروس ودخول شركات الأدوية في سباق للتوصل إلى لقاح، طفت على السطح من جديد اتهامات للمنظمة بالتواطؤ مع شركات الأدوية مثلما ظهرت في 2009 في سياق حملة التطعيم ضد انفلونزا الخنازير.
ويشير الموقع الكندي في تقريره إلى أن الاتهامات صادرة عن مؤسسات راسخة وعلماء وصحفيين استقصائيين يتمتعون بمصداقية، ويصعب تجاهلهم كحفنة من منظري نظرية المؤامرة.
وبحسب تقرير الموقع رغم أن الخبراء الذين يقدمون المشورة إلى المنظمة يجب عليهم إثبات عدم تضارب مصالحهم إلا أن ذلك يغيب في الواقع.
ومثال واضح على ذلك هم الخبراء الفرنسيون في المنظمة، بحث صغير يظهر أنه وبالنيابة عن فرنسا، نجد من بين الخبراء الاستشاريين لمنظمة الصحة العالمية والفريق الاستشاري، العديد من أعضاء وكالة الدفاع عن حقوق الإنسان، وهي وكالة تدرج شريكها الصناعي باسم سانوفي باستور، سانوفي أفنتيس.
كما نجد البروفيسور دانيال فلوريت، رئيس لجنة تقنيات التطعيم، الذي يسرد في سيرته الكثير من التعاون مع صناعة الأدوية.
تمويل منظمة الصحة العالمية
في البداية، كان من المفترض أن تتلقى منظمة الصحة العالمية الأموال فقط من حكومات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ولكن قبل بضع سنوات، من أجل تضخم خزائنها أنشأت منظمة الصحة العالمية ما تسميه "شراكة خاصة" تسمح لها بتلقي الدعم المالي من الصناعات الخاصة. ولكن أي صناعات؟.
وقد كشفت العديد من الشهادات أنه عندما لا تتطابق النتائج مع تلك التي تأمل فيها الصناعات والشركات من أجل التحقق من صحة منتجاتها، يتم تغيير المعايير والتلاعب بالنتائج.
ومن بين الأمثلة على ذلك كان فيروس انفلونزا الخنازير والذي سمح لشركات الأدوية واللقاحات بجني ملايين الدولارات كأرباح رغم الشكوك حول خطورته.
ومن بين الأمثلة الأخرى يشير التقرير إلى ألبرت أوسترهاوس، الملقب بـ "الدكتور فلو"، أشهر عالم فيروسات في العالم، والمستشار الرسمي لفيروس انفلونزا الخنازير لدى الحكومتين البريطانية والهولندية ورئيس قسم علم الفيروسات في المركز الطبي لجامعة إيراسموس، لديه مقعد بين لجنة ضمن نخبة منظمة الصحة العالمية ويدير أيضا الفريق العامل العلمي الأوروبي المعني بالأنفلونزا الذي تدعمه صناعة الأدوية.
وكان الفريق أوصى بدوره باتخاذ تدابير استثنائية لتطعيم العالم بأسره، بالنظر إلى وجود خطر كبير من حدوث جائحة جديدة، كما أصروا على أنها يمكن أن تكون مماثلة للوباء المرعب للإنفلونزا "الإسبانية" في عام 1918.
ووفق الموقع هناك عضو آخر في منظمة الصحة العالمية يتمتع بعلاقات وثيقة مع مصنعي اللقاحات الدكتور أرنولد مونتو، وهو استشاري تدفع له شركات أدوية مثل "ميداميون" و "فيروفارما".
وما يشترك فيه جميع هؤلاء الخبراء هو إخفاء صلاتهم بشركات الأدوية في الوقت الذي يشغلون فيه منصباً رفيعاً ومؤثراً في التسلسل الهرمي لصنع القرار في منظمة الصحة العالمية.
وأخيراً، يشير التقرير إلى توم جيفرسون، عالم الأوبئة الشهير، وعضو في تعاونية كوكرين، وهي منظمة من العلماء المستقلين بما في ذلك لجنة تقيّم جميع الدراسات التي أجريت على الأنفلونزا. وفي مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية، كشف عن عواقب خصخصة منظمة الصحة العالمية والطريقة التي تحولت بها الصحة إلى آلة لكسب المال.
وقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، تعليق المساهمة الأميركية لمنظمة الصحة العالمية، منددا بتعاملها وتأخرها في التعامل مع جائحة كورونا، إضافة إلى سوء إدارتها والتعتيم على انتشار الفيروس.
من جهة أخرى أصر رئيس المخابرات البريطانية جون ساورز على أن منظمة الصحة العالمية تحوم حولها شكوك جدية، لفشلها في فحص أنشطة الصين، بالرغم من ضرورة توجيه ترامب، غضبه نحو الصين بدلا من المنظمة.