لستة أيام كتم المسؤولون في الصين سر تفشي فيروس جديد
لستة أيام كتم المسؤولون في الصين سر تفشي فيروس جديد

لستة أيام كتم المسؤولون في الصين سر تفشي فيروس جديد، وتركوا الآلاف من الناس تسافر خلال احتفالات السنة القمرية، وفي تلك الأيام أيضا أقامت مدينة ووهان، مركز تفشي الوباء، مأدبة جماعية لعشرات الآلاف من الناس، وفق وثائق داخلية صينية.

وقالت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إنه وفق الوثائق التي حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس فإن الرئيس شي جين بينغ حذر الناس في اليوم السابع من يناير الماضي، ولكن بحلول ذلك الوقت، كان أكثر من 3000 شخص قد أصيبوا خلال ما يقرب من أسبوع من الصمت العام الذي التزم به الحزب الشيوعي.

وقالت الصحيفة إن بكين حاولت الإبقاء على خط فاصل بين تنيبه الناس وتجنب الذعر العام، ما مهد الطريق لوباء أصاب ما يقرب من مليوني شخص وأودى بحياة أكثر من 126 ألف شخص.

 وقال زو-فنغ زانغ، عالم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "هذا أمر فظيع. لو اتخذوا إجراءات قبل ستة أيام، لكان عدد المرضى أقل بكثير، ولكانت المرافق الطبية كافية. ربما تجنبنا انهيار النظام الطبي في ووهان".

وأشار خبراء آخرون إلى أن الحكومة الصينية ربما تأخرت عن تحذير الناس لدرء الهستيريا، وأنها عملت بسرعة على انفراد خلال تلك الفترة.

بيد أن التأخير الذي دام ستة أيام من جانب قادة الصين في بكين جاء على رأس أسبوعين تقريبا لم يسجل خلالهما المركز الوطني لمكافحة الأمراض أية حالات من مسؤولين محليين، وفقا لما أكدته الوثائق الداخلية.

ولكن خلال تلك الفترة، من 5 يناير الى 17 يناير، كان مئات المرضى يظهرون في المستشفيات ليس فقط في ووهان ولكن في جميع أنحاء البلاد .

ومن غير المؤكد ما إذا كان المسؤولون المحليون هم الذين فشلوا في الإبلاغ عن الحالات أو المسؤولين الوطنيين الذين فشلوا في تسجيلها. كما أنه ليس من الواضح بالضبط ما كان يعرفه المسؤولون في ذلك الوقت في ووهان.

وتنقل الصحيفة أن ما هو واضح، كما يقول الخبراء، هو أن الضوابط الصارمة التي تفرضها الصين على المعلومات، والعقبات البيروقراطية، والتردد في إرسال الأخبار السيئة إلى أعلى سلسلة القيادة، كتمت التحذيرات المبكرة. وقد أدى عقاب ثمانية أطباء بتهمة " ترويج الشائعات " الذي بثه التليفزيون الوطني يوم 2 يناير إلى نشر الخوف في باقي مستشفيات المدينة .

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).