من شأن مناعة القطيع أن تنهي بشكل فعال وباء الفيروس
من شأن مناعة القطيع أن تنهي بشكل فعال وباء الفيروس

 يتسابق المسؤولون والخبراء لمعرفة كيفية حماية الناس على المدى الطويل من فيروس كورونا المستجد بعد تسجيل عدد إصابات قياسي في جميع أنحاء العالم، وفق تقرير لبزنس إنسايدر.

وفق التقرير يعتقد الخبراء أنه يمكن للأفراد الحصول على مناعة ضد الفيروس الجديد إذا طوروا أجسامًا مضادة، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال التطعيم، أو بعد إصابتهم وتعافيهم..

ويشير التقرير إلى أنه إذا أصبح عدد كاف من الناس محصنين، يمكن أن يمنح ذلك "مناعة القطيع" لمجموع السكان. وهذا يحمي حتى الأشخاص الذين ليسوا محصنين، لأن الآخرين محصنون لدرجة أنهم يمنعون الفيروس من الانتشار داخل المجتمع. ومن شأن مناعة القطيع أن تنهي بشكل فعال وباء الفيروس.

وبحسب التقرير، سيأتي ذلك اليوم مع التوزيع الجماعي للقاح، ولكن من المتوقع أن تستغرق هذه العملية ما لا يقل عن 18 شهراً. 

وفي وقت سابق، أرادت بعض الحكومات أيضاً السماح بتطوير مناعة القطيع بمفردها، دون لقاح، من خلال السماح للفيروس بالانتشار عبر سكانها. ولكن ذلك سيخلف ملايين الوفيات.

ولكي يتمكن السكان من أن يطوروا مناعة القطيع، يجب أن تكون نسبة معينة محصنة. تعتمد هذه النسبة على العدد اللازم من الإصابات للحصول على مناعة القطيع. 

والعدد اللازم ليس رقماً ثابتاً يمكن أن ينخفض إذا تغيرت الظروف — على وجه التحديد، إذا بقي الناس متباعدين جدًا ما يصعب على الفيروس الانتشار، أو إذا أصبح العديد من الأفراد محصنين لدرجة أن الفيروس لم يعد قادرًا على الانتشار من كل شخص يصيبه.

ولكن كلما ارتفع معدل تفشي الفيروس كلما زاد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى أن يكونوا محصنين لتحقيق مناعة القطيع.

وقال عالم الأوبئة في جامعة هارفارد مارك ليبيتش أمام حشد من الخبراء في 12 مارس: "هذا يشبه وباء الإنفلونزا في عام 1918، ويعني ضمناً أن نهاية هذا الوباء ستتطلب أن يكون ما يقرب من 50 في المئة من السكان محصنين، إما عبر لقاح، وهو ليس في الأفق المباشر، أو من العدوى الطبيعية.".

تشير بعض الأبحاث المبكرة إلى أن المرضى الذين تم شفوا ليس جميعهم يطورون أجسامًا مضادة لتحييد الفيروس بنفس الدرجة.  

ولكن بالنظر إلى عدم اليقين حول عدد الأشخاص الذين تم شفاؤهم وهل أصبحوا محصنين حقًا والمدة التي سيبقون فيها على هذا النحو، يقول الخبراء إن متابعة مناعة القطيع بدون لقاح ليست حكيمة.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).