هجمات عدوانية ضد العاملين في القطاع الطبي بأميركا اللاتينية
هجمات عدوانية ضد العاملين في القطاع الطبي بأميركا اللاتينية

في الوقت الذي تتم فيه الإشادة علنا بالعاملين في القطاع الصحي في جميع أرجاء العالم باعتبارهم أبطال هذه المرحلة، يختلف الأمر في أميركا اللاتينية حيث تتعرض الطواقم الطبية لهجمات عدائية من قبل الناس في الشوارع، لاعتقادهم أنهم مصابون بفيروس كورونا.

ساندرا اليمان، ممرضة في مدينة سان لويس بوتوسي في وسط المكسيك، تعرضت لهجوم من مجموعة من الأطفال حيث أقدموا على رش زيها الأبيض بالصودا والعصير، وهتفوا: "إنها غبية! ابتعدي عنا!"

وأثناء محاولتها الدفاع عن نفسها، تعرضت لكسر إصبعين في يدها اليمنى. وقالت: "لم أعد أستطيع القيام بعملي"، مضيفة أنها لم تعالج في الواقع أي مرضى بالفيروس.

من جانبه أدان الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، هذه الهجمات، قائلاً: "لا يمكننا أن نفعل أي شيء بدون العاملين الصحيين"، وحث الناس على حب واحترام جميع العاملين في هذا القطاع.

وتمثل الممرضات 80% من الموظفين في المستشفيات العامة في أميركا اللاتينية، وفقًا للنقابات الطبية، مما يجعل البلاد بحاجة ماسة إليهم في محاربة الوباء، الذي أصاب أكثر من 72 ألف شخصاً وقتل 3241 آخرين في جميع دول القارة.

 

تهديدات

 

في العاصمة الكولومبية بوغوتا، موطن ما يقرب من 2979 شخصا مصابا بالفيروس، قال طبيب التخدير سانتياغو أوسوريو، 36 عاما، إنه لم يعد بإمكانه استخدام المصاعد أو المناطق المشتركة في شقته بناء على أوامر من إدارة المبنى، والتي تشعر بالقلق من "نقله للعدوى إلى الجيران" رغم انه غير مصاب.

وأوضح أوسوريو "يجب أن أتسلق الطوابق الستة عن طريق السلالم للوصول إلى المنزل".

بينما أكدت ماريا خوسيه كولينا، طبيبة ومتحدثة باسم شبكة الأطباء المتكاملة في الأرجنتين، أن العديد من الأطباء تلقوا رسائل وتعليقات عدوانية وتهديدات بسبب عملهم في مكافحة كورونا.

وأضاف طبيب التوليد لياندرو غوني أن الجيران بالقرب من مكتبه في بوينس آيرس بالأرجنتين، طلبوا منه أن يغلق عيادته خوفاً من إصابتهم بكورونا.

ورد برسالة تحدد التدابير الاحترازية التي اتخذها، بما في ذلك استقبال النساء فقط على وشك الولادة، إلا أنهم لم يقتنعوا بها، وأصروا على إغلاق العيادة وهذا ما حصل.

وفي بعض أجزاء بنما وشيلي، منع السائقون الممرضات من استخدام النقل العام، وأكد العاملون في القطاعات الطبية في هذه المناطق أن الناس يعاملونهم بطريقة سيئة ويبتعدون عنهم.

 

الذعر الجماعي

 

بدوره، أعلن المجلس الوطني المكسيكي لمنع التمييز أنه تلقى 12 شكوى من العاملين الصحيين تتعلق بالفيروس التاجي منذ 19 مارس، تسع منها تضمنت تعرضهم لتمييز أو إهانات أو تهديدات.

ويعتقد الممرضون أن العديد من الحوادث لا يتم الإبلاغ عنها خوفا من الانتقام.

كما تعرضت 6 ممرضات على الأقل للتمييز وهجمات معادية في ولاية غاليسكو غربي المكسيك، وفقاً لإديث موغيكا رئيسة اللجنة المشتركة بين المؤسسات للممرضات في الولاية.

ووفقًا لموغيكا، فإن جيران إحدى الممرضات ألقوا عليها مادة مطهرة عندما وصلت إلى المنزل الشهر الماضي، قائلين لها: "أنت بحاجة إلى التطهير".

وأوصت موغيكا 18 ألف من العاملين بالقطاع الطبي في البلاد، بارتداء ملابس مدنية في الأماكن العامة لتجنب الهجمات العدوانية.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).