مئات الشركات فى الصين تتدافع لتطوير اختبارات جديدة
مئات الشركات فى الصين تتدافع لتطوير اختبارات جديدة لفيروس كورونا المستجد لكن معظمها لايعمل

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الخميس أن الحكومة البريطانية اشترت اختبارات للكشف عن فيروس كورونا المستجد من الصين بقيمة 20 مليون دولار، تبين فيما بعد أنها لا تعمل.

وقالت الصحيفة في تقرير مطول إن الصفقة "المحرجة" تضمنت نحو مليوني مجموعة اختبار منزلية للكشف عن الأجسام المضادة لفيروس كورونا.

دفعت السلطات البريطانية الأموال كاملة لشركتين صينيتين تصنعان الاختبارات، التي تشبه اختبارات الحمل من حيث السهولة ويمكن أجراؤها في المنزل.

وبالرغم من شروط الصفقة المجحفة والسعر المرتفع نسبيا، وافق المسؤولون البريطانيون عليها وفقا لمسؤول حكومي رفيع مطلع.

وبعد اتمامها في مارس الماضي، أطلق مسؤولون تصريحات متفائلة بشأن توفر الاختبارات في الصيدليات خلال أقل من أسبوعين.

وعلق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في 19 مارس في مؤتمر صحفي على الاختبارات المرتقبة بالقول إنها " قد تغير قواعد اللعبة كليا".

وما أن وصلت الاختبارات الى الأراضي البريطانية حتى تبين أنها لا تعمل، مما ترك المسؤولين البريطانيين في حرج وهم يحاولون استعادة الأموال التي صرفت.

ولا تزال الاختبارات المتعلقة بالأجسام المضادة التي تتشكل نتيجة الإصابة بفيروس كورونا شحيحة جدا في العالم، على الرغم من أنها تعد المرحلة التالية في المعركة ضد الوباء.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز عن هذه الاختبارات تمكن مسؤولي الصحة العامة من تقييم مكان انتشار المرض والأشخاص الذين يمتلكون بعض الحصانة.

وينظر إلى استخدام هذه الاختبارات على نطاق واسع كخطوة حاسمة في تحديد كيفية ووقت رفع إجراءات الإغلاق التي تشل المجتمعات والاقتصادات في معظم دول العالم.

بالمقابل قالت الشركتان الصينيتان اللتان باعتا اختبارات الأجسام المضادة، إن منتجاتهما تلبي معايير الصحة والسلامة والمعايير البيئية التي وضعها الاتحاد الأوروبي.

وألقت الشركتان الصينيتان باللوم على المسؤولين والسياسيين البريطانيين لسوء الفهم أو المبالغة في تقييم فائدة الاختبارات، التي "يستخدمها المحترفون" وليس المرضى في المنزل.

وهذه ليست المرة التي تصدر فيها شكاوى من الصين لبيعها معدات غير صالحة، ففي نهاية مارس الماضي أعلنت الحكومة الإسبانية سحب تسعة آلاف من أطقم اختبار صينية لتشخيص الإصابة بفيروس كورونا لعدم دقتها.

كما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" الإنكليزية في تقرير لها في السابع من هذا الشهر أن الصين أجبرت إيطاليا على شراء أقنعة ولوازم لمكافحة فيروس كورونا المستجد، كانت قد تبرعت بها روما لبكين قبل أسابيع فقط.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).