الفوضى في ووهان مع ارتفاع العدوى أنتجت صورة مشوهة عن نسبة نقل العدوى
منطقة ووهان الصينية.. بؤرة فيروس كورونا الأولى

استبعدت شبكة فوكس نيوز الأميركية في تقرير حصري، أن يكون فيروس كورونا المستجد سلاحا بيولوجيا صينيا، بل هو، بحسب ما تنقل الشبكة عن مصادر خاصة، جزء من جهود بكين للبرهنة على أنها لا تقل قدرة أو ربما تتفوق على الولايات المتحدة في مجال اكتشاف الفيروسات ومكافحتها.

ونقلت الشبكة عن مصادر قالت إنها متعددة، أن الفيروس التاجي انتقل أولا من الخفافيش إلى الإنسان، وأن "المريض صفر" كان يعمل في مختبر فيروسات في ووهان، ثم نقل العدوى إلى السكان هناك.

وردا على سؤال من الصحفي روبرت روبرتس عن "فوكس نيوز" حول التقرير الذي يؤكد تورط بكين، علق الرئيس ترامب في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأربعاء قائلا "إننا نسمع القصة أكثر فأكثر ... نحن نقوم بفحص دقيق للغاية لهذا الوضع الرهيب".

وتوضح وثائق ذكرها موقع فوكس نيوز بالتفصيل الجهود المبكرة لأطباء مختبر ووهان لاحتواء الفيروس، بينما "يُتّهمُ" سوق ووهان للّحوم الحيوانات بكونه نقطة منشأ الفيروس، لكن مصادر فوكس نيوز، قالت إنه لم تكن هناك خفافيش أبدا!

المصادر ذاتها ذكرت أن إلقاء اللوم على سوق الحيوانات كان محاولة من بكين لتبديد الشكوك حول تورط المختبر.

يذكر أن مسؤولين في السفارة الأميركية كانو قد حذروا في يناير 2018 من عدم كفاية السلامة في مختبر معهد ووهان للفيروسات، ونقلوا معلومات حول العلماء الذين يقومون بأبحاث محفوفة بالمخاطر حول الفيروسات التاجية من الخفافيش، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الثلاثاء.

ورداً على تقرير فوكس نيوز، قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية، أول أمس الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي إنه "ليس من المستغرب أن نولي اهتمامًا كبيرًا بهذه المعلومات" ثم أضاف "أود فقط أن أقول في هذه المرحلة، لا يمكن الجزم في هذه القضية، بينما جميع الأدلة تشير إلى أن انتشار فيروس كورنا أمر طبيعي، لكننا لسنا على يقين تام بشأن ذلك".

لكن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر قال في حديثه عن الصين، خلال المؤتمر الصحفي ذاته "حتى اليوم، أراهم يحجبون المعلومات عن العالم، وأعتقد أننا بحاجة إلى بذل المزيد لمواصلة الضغط عليهم لمشاركة الجميع المعلومات التي بحوزتهم".

وأضاف إسبر أن "معظم الناس يعتقدون بأن الأمر حدث بشكل طبيعي، لكن أعتقد أنه في الوقت المناسب، وعندما نتغلب على الوباء الذي نحن فيه الآن، سيكون هناك وقت للنظر إلى الوراء والتأكد من حقيقة ما حدث، والتأكد من أن لدينا فهمًا أفضل حتى نتمكن من منع حدوث ذلك في المستقبل".

وتحدث وزير الخارجية مايك بومبيو عن "القصة" أيضا الأربعاء، قائلاً "ما نعرفه هو أن هذا الفيروس نشأ في ووهان بالصين. ونحن نعلم أن معهد ووهان للفيروسات على بعد بضعة أميال فقط من سوق اللحوم الحيوانية، ولا يزال هناك الكثير لنفهمه"، ثم أردف "حكومة الولايات المتحدة تعمل بجد لاكتشاف ذلك".

وكان الأميركيون يساعدون أصلا في تدريب الصينيين في برنامج يُدعى PREVENT قبل أن يبدأ الصينيون العمل على هذا الفيروس. 

وما زاد من الشكوك، بحسب فوكس نيوز، في تورط مختبر ووهان، هو الطريقة التي مسحت بها السلطات البيانات والعينات في المختبر، كما تم مسح الأسطح الملوثة، ومحو بعض التقارير التي حاولت التطرق للموضوع، وتعطيل كل المقالات الأكاديمية بالخصوص.

وذكرت الشبكة أن هناك أطباء وصحفيين "اختفوا" بعد أن حذروا من انتشار الفيروس وطبيعته المعدية وانتقاله من شخص لآخر.

ومما يعمق الشكوك، تحرك الصين السريع لمنع السفر محليا من ووهان إلى بقية الصين، بينما لم توقف الرحلات الدولية من ووهان.

بالإضافة إلى ذلك، اتهمت مصادر شبكة فوكس نيوز منظمة الصحة العالمية بأنها كانت متواطئة منذ البداية في مساعدة الصين على تغطية مساراتها.

لذلك، بحسب فوكس نيوز، أعلن ترامب في المؤتمر الصحفي الإخباري الخاص بالفيروس التاجي في البيت الأبيض في روز غاردن أول أمس الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستوقف على الفور كل تمويل لمنظمة الصحة العالمية.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).