حركات مناهضة للقاحات تعارض لقاحا ضد كورونا من الآن
حركات مناهضة للقاحات تعارض لقاحا ضد كورونا من الآن

في ظل السباق العالمي نحو تطوير لقاح لحماية الناس من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، تتصاعد أصوات مضادة مشككة في مدى جدوى اللقاح المستقبلي وتصيغ نظريات المؤامرة ضده مبكرا. 

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن شركات تعمل على تطوير مالا يقل عن 70 لقاحا حول العالم، منها ثلاثة تم البدء باستخدامها في تجارب سريرية على البشر. 

ورغم أن المنظمة والخبراء في مجال الصحة أكدوا مرارا وتكرارا أن إنتاج لقاح ضد الفيروس لا يزال أمامه مالا يقل عن عام كامل، فإن هناك حركة مناهضة عالمية تتشكل ضد اللقاح، الذي قد يثبت فعاليته، تعمل على بث الخوف والذعر ونشر نظرية المؤامرة، والتشكيك في نجاحه منذ الآن.  

ومن ضمن هؤلاء، واحد من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، يدعى لاري كوك ويشترك في قناته على يوتيوب حوالي 50 ألف شخص، بحسب تقرير لشبكة "سي بي أس نيوز" الأميركية.

يروج كوك لفكرة أن الغرض من فيروس كورونا هو تشغيل الشركات لإنتاج لقاح، "تعرف على الخطة، استعد، قاوم"، بحسب منشور له على فيسبوك. 

ومعظم من يتبعون نظرية المؤامرة حول اللقاح، مقتنعون بالفرضية غير المثبتة علميا، والقائلة بأن الفيروس تم صنعه في مختبر علمي وليس من فعل الطبيعة. 

ومن هؤلاء منتج أفلام وناشط ضد اللقاحات يدعى ديل بيغتري، وقد دعم هذه النظرية. 

ويبدو أن نظريات المؤامرة حول فيروس كورونا المستجد لها صداها حتى بين الأميركيين. 

فحسب مركز بيو الأميركي للأبحاث، هناك نسبة 29 في المئة من الأميركيين مقتنعون بأن الفيروس تم تطويره في مختبر، معظمهم من الشباب الأصغر سنا، الذي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، مقارنة بمن هم أكبر سنا. 

لكن دراسات علمية عالمية عديدة أكدت أن الفيروس نشأ بفعل الطبيعة، حيث حلل باحثون من جامعات أدنبرة وكولومبيا وسيدني وتولين، النموذج الجيني للبروتين الخاص بفيروس كورونا المستجد، واستنتجوا أنه جاء نتيجة للتطور الطبيعي، وليس نتاج هندسة وراثية أو معملية.

ويرى الأستاذ المساعد في العلوم السياسية والاتصال، ماثيو موتا، أن انتشار مثل هذه النظريات "أمر متوقع إلى حد ما، لعدم قطع الشك باليقين لغياب المعلومات، مما يصعب إثبات خطئها". 

فيما ترى الأستاذة المساعدة في مجال علوم الاتصال في جامعة تكساس، أشلي لاندروم، أن انتشار مثل هذه المعلومات المضللة، ينبع من عدم ثقة البعض في السلطات، أو أنها تتكرر من خلال شخصيات أو مجموعات موثوقة أو لها متابعين كثر". 
 
وكان تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز أشار إلى وجود دور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نشر معلومات مضللة، عن أن الفيروس هو سلاح جرثومي أميركي مصمم للتسبب بالعجز والموت.

وأعاد ذلك للأذهان نشر وسائل الإعلام الروسية شائعات، على مدى العقود الماضية، من بينها أن تطعيمات الأطفال تسبب التوحد، في حين كان بوتين نفسه يشدد القوانين لإلزام الروس بتطعيم أبنائهم. 


 

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).