وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب
وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب

أبلغت المملكة المتحدة الصين بأنها لا تستطيع العودة إلى "العمل معها كالمعتاد" بعد الطريقة المبهمة التي تفشى خلالها وباء كورونا المستجد.

وقال وزير الدولة وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في مؤتمر صحفي الخميس، إنه يجب على المجتمع الدولي التحقيق في أسباب تفشي المرض في الصين.

وقال "من الواجب أن يكون هناك غوص عميق في الدروس، بما في ذلك تفشي الفيروس".  

وعندما سُئل عما إذا كان سيكون هناك "حساب" مع الصين بعد انتهاء الأزمة، قال راب "ليس هناك شك في أنه لا يمكن أن يكون لدينا عمل كالمعتاد معها بعد هذه الأزمة (..) علينا أن نطرح أسئلة صعبة".

وأضاف: "سوف ننظر بعناية شديدة مع شركاء دوليين آخرين حول كيفية حدوث هذا التفشي".

ويعتقد معظم العلماء أن الفيروس التاجي نشأ في سوق في ووهان، وهي مدينة في مقاطعة هوبي الصينية، ومع ذلك، هناك شكوك في بريطانيا في أن يكون الفيروس قد خرج عن طريق الخطأ من مختبر في ووهان حيث كان العلماء يجرون بحوثا على الفيروسات، وفقًا لتقارير صحفية.

وقال أحد أعضاء غرفة إحاطة مكتب مجلس الوزراء، وهي لجنة طوارئ تضم كبار المسؤولين في حكومة المملكة المتحدة، للصحافة: "هناك وجهة نظر بديلة عن النظرية الحيوانية، وهي ذات مصداقية لأنها تستند إلى طبيعة الفيروس".

وأضافوا: "ربما ليس من قبيل المصادفة وجود هذا المختبر في ووهان".

صحيفة "ذي ميل أون صنداي" ذكرت أن الأرقام الحكومية تشير إلى أن العدد الحقيقي للحالات في الصين قد يصل إلى 40 مرة أكبر من العدد الرسمي.

كما شككت حكومة المملكة المتحدة علناً في معلومات الصين حول الفيروس.

ففي 29 مارس، قال مستشار دوقية لانكستر مايكل جوف لشبكة أخبار "بي بي سي" إنه يشك في الأعداد الرسمية للمصابين في الصين.

وقال "تم اكتشاف أول حالة إصابة بفيروسات كورونا في الصين في ديسمبر من العام الماضي، لكن لم تكن بكين واضحة بشأن حجم وطبيعة هذا الفيروس".

واتهم تقرير صادر عن لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان البريطاني الشهر الماضي الحكومة الصينية بنشر معلومات مضللة حول انتشار الفيروس.

وقالت اللجنة إن "التضليل حول كوفيد- 19 أودى بحياة أشخاص بالفعل"، وإنه "من الضروري أن تصدر الحكومة رسائل واضحة وشفافة في الداخل لمواجهة ودحض التضليل الذي ينتشر بقوة".

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).