يعيش كثيرون حالة أقرب للاستنفار لدى تسوقهم للحصول على احتياجاتهم الأساسية والمواد التموينية اللازمة، في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، خوفا من انتقال العدوى لهم.
احرص على ارتداء الكمامة أو تغطية الوجه

يعيش كثيرون حالة أقرب للاستنفار لدى تسوقهم للحصول على احتياجاتهم الأساسية والمواد التموينية اللازمة، في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، خوفا من انتقال العدوى لهم.

ويخشى البعض التعرض للفيروس سواء بمخالطة آخرين في مراكز التسوق، أو ملامسة البضائع التي قد تكون معرضة للفيروس من قبل أحد المصابين.

وبينما تطمئن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة المتسوقين بأن الفيروس لا ينتقل عن طريق الطعام، ولا بد من دخوله الجهاز التنفسي لتنتقل العدوى إلى الشخص، يطرح البعض تساؤلات من قبيل: ماذا سيحصل لو لمست بضائع ملوثة بالفيروس ثم لمست عيني أو أنفي؟

ومن الممكن أن تنتقل للإنسان أوبئة مختلفة عن طريق تناول الطعام، كالكبد الوبائي والأمراض الناجمة عن فيروسات الجهاز الهضمي. لكن الدراسات المحدودة نسبيا بشأن فيروس كورونا لم تثبت انتقاله سوى عبر الجهاز التنفسي، حتى الآن.

"لا يوجد إثبات بشأن وجود علاقة ما بين أغلفة الطعام وانتقال كوفيد-19. ومع ذلك، إذا رغبت، بإمكانك مسح أغلفة الطعام وتركها لتجف بالهواء، كإجراء وقائي إضافي"، تقول هيئة الغذاء والدواء الأميركية.

وحتى اليوم، لا تتوفر أبحاث كافية للتثبت من كيفية انتقال العدوى من خلال التسوق. لكن الجهات المتخصصة تنصح باتباع قواعد الوقاية لدى المخالطة والتلامس مع الأسطح الملوثة كسلوك يومي للتعامل مع أي حالة قد يحتار الشخص بشأن التصرف معها، بما في ذلك التسوق.

وشاركت هيئة الغذاء والدواء الأميركية مجموعة من الاحتياطات الواجب اتخاذها من قبل أي شخص قد يضطر لزيارة أحد مراكز التسوق:

حضر قائمة تسوق كاملة ودقيقة مسبقا.

احرص على ارتداء الكمامة أو تغطية الوجه بعازل فعال خلال التجول في الأسواق.

احرص على الحفاظ على مسافة شخصية آمنة خلال التسوق، على ألا تقل عن نحو مترين عن الآخرين.

احرص على غسل يديك بعد التسوق وبعد ملامسة البضائع.

امسح أغلفة البضائع بمواد معقمة واتركها لتجف، إذا رغبت بأمان أكثر.

وينصح البعض بتعقيم مقبض عربة التسوق إن أمكن، وارتداء قفازات على أيدي نظيفة ومعقمة لدى التعامل مع أي منتجات معرضة لملامسة أو سعال أو تنفس الغير، وخلعها بشكل آمن فور الوصول إلى بيئة نظيفة، والتأكد من تكرار  غسل اليدين بالصابون جيدا لمزيد من الاحتياط.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).