التقرير العلمي الذي استندته الدعاية الصينية غير موجود أصلا
تروج لنظريات مؤامرة تشير جميعها إلى الولايات المتحدة كمصدر للفيروس

حرك الحزب الشيوعي في الصين بوصلة دعايته صوب العالم العربي لتبرئة بكين من أي مسؤولية في تفشي فيروس كورونا المستجد وإلقاء اللوم بالمقابل على أميركا، وفق ما نقل تقرير لصحيفة واشنطن تايمز الأميركية.

وأشار التقرير إلى أن معهد الشرق الأوسط لأبحاث الإعلام، الذي يراقب التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي نشر نسخة من تقرير باللغة العربية أنتجته الصين ويلقي باللوم في ظهور الفيروس أول مرة على واشنطن.

وقال التقرير إن برنامج "تشينا فيو" بث في 17 مارس على شبكة التلفزيون العالمية العربية في بكين، التي يبلغ عدد مشاهديها 14 مليون مشاهد بشكل عام، تقريرا تعرض فيه مقدمة البرنامج على المشاهدين في العالم العربي عددا من نظريات المؤامرة غير المثبتة وتشير جميعها إلى الولايات المتحدة كمصدر للفيروس. 

ويقول التقرير الصيني "في البداية، اعتقد الكثيرون أن بداية ظهور الفيروس كانت من أحد أسواق المأكولات البحرية في ووهان، لكن الباحثين الصينيين أفادوا في بحث جديد أن انتقال الفيروس الجديد قد بدأ منذ ديسمبر الماضي خارج هذه السوق، وربما انتقل الفيروس من مصدر أو مصادر أخرى إلى سوق المأكولات البحرية، كما أفاد البحث أن الفيروس بدأ في الانتشار بعد انتهاء دورة ووهان العسكرية الدولية في أكتوبر 2019. لذا، من المتوقع أن يكون "المريض صفر" في الصين قد جاء من الخارج".

وتضيف مقدمة البرنامج "شركة أساهي اليابانية نشرت تقريراً في الأيام الماضية يشير إلى احتمال وقوع حالات جديدة من الفيروس في الولايات المتحدة، وقد اعترفت الحكومة الأميركية مؤخراً بهذا. وقد أثار هذا الخبر جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي حول إمكانية انتقال الفيروس إلى الصين من الخارج خلال فترة الألعاب الأولمبية العسكرية في ووهان، والتي حضرتها 109 دول، بما فيها الولايات المتحدة".

 ونقلت واشنطن تايمز عن محللين قولهم إن معلومات "تشاينا فيو" لا أساس لها من الصحة، وتقاريره غير دقيقة يكررها صينيون على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تويتر، لتصل إلى الملايين.

وفي 4 أبريل كذبت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست هذه الدعاية للحزب الشيوعي الصيني، وقالت إن المقال عن التقرير الياباني غير موجود أصلا، كما أن التقرير العلمي الذي استشهدت به المذيعة لا يشير إلى أن الفيروس مصدره خارج الصين. 

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).