الفيروس لا يعمل أو يبدو الاصطناعي بأي شكل من الأشكال
الفيروس لا يعمل أو يبدو الاصطناعي بأي شكل من الأشكال

في الوقت الذي تتجدد الاتهامات بأن فيروس كورونا المستجد صنع في مختبر ووهان الصيني أو تسرب منه، يخالف علماء أميركيون ذلك ويرون أن الفيروس ظهر بشكل طبيعي ويشيرون إلى الأبحاث الموسعة كدليل على ذلك، وفق تقرير لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية.

وقال الدكتور روبرت غاري، أستاذ الأمراض المعدية في كلية ستانفورد الطبية، للشبكة: "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن هذا تم في المختبر، هناك العديد من السلالات في الطبيعة التي يمكن أن تسبب هذا النوع من التفشي".

وألّف الدكتور غاري، الأستاذ في كلية تولين للطب، واحدة من أولى الدراسات الرئيسية التي تدحض أن كورونا تم تصميمه كسلاح بيولوجي.

وقال إن التركيز الجديد لهذا البحث كان على طفرة خاصة للفيروس يعتقد أنها ما يجعل منه معديا جدا.

وأضاف غاري، مستشهدا بدراسة جديدة نشرها مختبر كولد سبرينغ هاربور في نيويورك، إنه في أي وقت يعبث فيه العلماء بكورونا في المختبر، فإن هذه الطفرة إما تتغير أو تختفي تمامًا.

ولم تمنع هذه الاستنتاجات العلمية الجديدة انتشار النظريات التي تؤكد أن الفيروس لم يولد تلقائيا، بل صمم في مختبر في ووهان الصيني أو تسرب منه.

ونقل التقرير عن الدكتور جون لونيدس، أستاذ الوقاية من الأمراض في كلية الطب في جامعة ستانفورد، قوله إن الورقة العلمية الوحيدة التى تزرع الشكوك حول الأصول الطبيعية لكورونا يجب التراجع عنها بعد أن شكك فيها المجتمع العلمي. 

وأضاف" الفيروس لا يعمل أو يبدو اصطناعيا بأي شكل من الأشكال، الطريقة التي يتعامل بها مع نفسه ويرتبط بمستقبلاته، لا تشير إلى أي شيء من شأنه أن يكون قريبًا من التلاعب البشري "  

وقال أيونيديس إن استنتاجاته ثابتة: "ليس هناك شك على الإطلاق في ذهني بأن هذا الفيروس لم ينشأ في المختبر".

وكان تحليل جيني نشرته مجلة "نيتشر" العلمية قال إن فيروس كورونا المستجد هو تطور طبيعي لفيروسات سابقة من النوع التاجي.

وقد يكون الفيروس طبيعيا لكنه تسرب من الخفافيش في مختبرات ووهان عندما كان العلماء يجرون دراسات عليه، وهو ما أشار إليه تقرير لشبكة فوكس نيوز.

وأكدت واشنطن أنها تجري تحقيقا شاملا في تلك التقارير لمعرفة ما إذا كان الفيروس تسرب من مختبرات صينية.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).