طبيب من منظمة أطباء بلا حدود يضع الأقنعة الواقية قبل الدخول إلى المرضى المصابين بفيروس إيبولا القاتل
تعاني الكوادر الطبية من نقص في معدات الوقاية

على مسافة ست أقدام بين الواحد والآخر، انتصبت وجوه العاملين في الرعاية الصحية أمام مبنى الكونغرس الأميركي في العاصمة الأميركية واشنطن، بعضهم ارتدى أقنعة، ورفع آخرون لافتات تناشد المشرعين لإيصال مزيد من معدات الحماية الشخصية.

لكن لم يتم ترديد أي هتافات. في الحقيقة التظاهرة كانت صامتة تماما كونها كانت غيابية، إذا صح التعبير، لم تحو بشرا حقيقيا وإنما صورا لموظفي الرعاية الذين يقاتلون الفيروس في المستشفيات، وسط نقص كبير بمعدات الحماية، حسب قولهم.

ونشر ستة متطوعين اللافتات، بسبب عدم إمكانية حضور العاملين الطبيين المنشغلين بجدول عمل إضافي في المستشفيات، وكذلك بسبب تعليمات التباعد الاجتماعي المطبقة في العاصمة، والتي تمنع التجمعات البشرية.

في بعض الصور كان العاملون الطبيون يرتدون قبعات البيسبول وأقنعة بلاستيكية وقفازات رياضية بدلا من معدات الحماية الطبية التقليدية كرمز لافتقارهم إلى تلك المعدات.

"التظاهرة" جاءت بعد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #GetUsPPE وبعد مناشدات استمرت أسابيع للحصول على مزيد من معدات الحماية الشخصية.

ويعتقد أن كثيرا من المستشفيات استنفدت إمداداتها من هذه المعدات، وكذلك نفد تقريبا المخزون الوطني الستراتيجي الأميركي من معدات الحماية وأقنعة التنفس "الكمامات" الطبية.

ويطالب المحتجون الحكومة الفيدرالية بإجبار المعامل على إنتاج معدات الحماية الشخصية الطبية، وفقا لقانون الإنتاج الدفاعي الذي يمنح هذه الصلاحيات للرئيس.

وعلى عكس الاحتجاجات التي اندلعت في ميشيغان وأوهايو وفرجينيا للمطالبة بتخفيف قيود التباعد الاجتماعي وإعادة فتح الاقتصاد على الفور، قال منظمو التظاهرة "الصورية" في واشنطن العاصمة، إنهم يريدون الالتزام بالمبادئ التوجيهية الصحية التي تأمر الناس بعدم التجمع في مجموعات كبيرة.

ودعا القائمون على التظاهرة الناس إلى عدم التجمع.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).