الطبيب يظهر في مقاطع فيديو منذ أسابيع للتحدث عن المرض
الطبيب يظهر في مقاطع فيديو منذ أسابيع للتحدث عن المرض

حذر طبيب في نيويورك يتعامل مع مصابين بمرض كوفيد-19 من أن أجهزة التنفس الصناعي التي تستخدم لإسعاف ذوي الحالات الحرجة يمكن أن تسبب ضررا "بالغا" أكثر من أن تكون نافعة.

طبيب الطوارئ كاميرون كايل سايدل الذي أنشأ وحدة عناية مركزة للحالات الأشد خطورة ويظهر في مقاطع فيديو منذ أسابيع للتحدث عن المرض، قال: إننا نعالج المرض الخطأ، هذا ليس ليس الالتهاب الرئوي الذي نعرفه، ولا يجب أن يتم التعامل معه باعتباره كذلك".

ويشكك بعض خبراء الصحة في جدوى استخدام هذه الأجهزة على مرضى كوفيد-19 الناتج عن فيروس كورونا المستجد، وأشارت دراسة لمركز التدقيق والبحوث الوطني للعناية المركزة في بريطانيا أجريت على 98 مريضا بكوفيد-19 تم وضعهم تحت أجهزة تنفس صناعي، أن ثلثيهم قد فارق الحياة.

الدكتور ديفيد فارسي، رئيس الأكاديمية الأميركية لطب الطوارئ حذر أيضا من استخدامها بشكل عشوائي، مشيرا إلى أنه عالج مرضاه بواسطة أقنعة صغيرة توصل بالأنف، وليس بأجهزة التنفس التي قد تسبب صعوبات لدى إدخالها في جسم المريض.

ويرى بعض الأطباء أن السبب في ضرورة تجنب أجهزة التنفس أن أعراض صعوبات التنفس لدى مرضى كوفيد-19 تشبه أعراض صعوبة التنفس بسبب نقص الأكسجين في الارتفاعات العالية أو حتى التسمم بأول أكسيد الكربون.

في كلتا الحالتين، يحاول المرضى بصعوبة في الحصول على الأكسجين، لكن هذا لا يعني حدوث تدمير للرئتين مثل ما يحدث مع مرضى الالتهاب الرئوي الذين يتم وضعهم بشكل روتيني على هذه الأجهزة.

ويقول الدكتور كايل سيدل في مقطع فيديو: "يبدو أنه مرض تشبه أعراضه الأعراض التي تحدث عند شخص يعاني من التنفس على ارتفاعات عالية".وقال: "إنهم يعانون من فشل الأكسجين، وليس فشل الجهاز التنفسي".

وأوضح أنه بالنسبة لحالات الالتهاب الرئوي، فإن جهاز التنفس الصناعي "يقوم بالعمل لأن عضلات الجسم لم تعد قادة على التنفس لكن مع مريض كورونا تكون عادة عضلاته على ما يرام، وعند استخدام تلك الأجهزة "نضغط على الرئتين بشكل قد لا تتحمله".

ويؤيده الدكتور لوتشيانو جاتينوني من جامعة غوتنغن الطبية في ألمانيا، الذي حذر في رسالة إلى الدورية الأميركية لطب الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة من أن الاستخدام التقليدي للأجهزة يمكن أن يؤذي رئتي المريض.

البروفيسور شريف سلطان، رئيس الجمعية الدولية لجراحة الأوعية الدموية، ومقرها إيرلندا، يقول: "نحن بحاجة إلى التوقف عن علاج المرضى من المرض الخاطئ".

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).