School buses are parked at a depot Thursday, April 9, 2020, in Zelienople, Pa. Pennsylvania Gov. Tom Wolf said Thursday that…
عمدت الكثير من دول العالم إلى اغلاق المدارس للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد

في الأسابيع المقبلة ستسجل عملية إعادة فتح المدارس انتهاء تدابير العزل المعمول بها في دول أوروبية عديدة، فهل هذا الأمر مجازفة محسوبة في حين لم يتم بعد احتواء تفشي وباء كوفيد-19 كليا؟.

وستفتح المدارس أبوابها تدريجيا في فرنسا وسويسرا اعتبارا من 11 مايو و4 منه في ألمانيا و27 أبريل في النرويج، فيما فُتحت في الدنمارك في وقت سابق.

فما هي المخاطر على الأولاد والمعلمين؟ وما هو خطر انتشار فيروس كورونا المستجد في المؤسسات التربوية؟ وهل سيساهم استئناف العام الدراسي في تفشي الوباء مجددا قبل فصل الصيف؟.

 

ما المخاطر على التلاميذ؟ 

 

عندما يتم الإعلان عن وفاة صغار في السن بفيروس كورونا المستجد يكون لذلك وقع الصاعقة على الرأي العام. لكن هذه الحالات نادرة جدا.

ففي فرنسا أعلن حتى الآن عن وفاة فتاة في الـ16 وفتى يقل عمره عن 10 سنوات.

ولا تمثل الحالات الحرجة المسجلة بين الأطفال الذين هم دون الـ15 سوى 0,6% من إجمالي الإصابات في فرنسا بين 16 مارس و12 أبريل بحسب هيئة الصحة العامة.

وصرح خبير علم الأوبئة أنطوان فلاهو مدير معهد الصحة الشاملة في جامعة جنيف لفرانس برس "لماذا تكون عوارض الأطفال خفيفة وقلما ينقلون إلى المستشفى للعلاج؟ أعترف بأن لا جواب لدي اليوم".

وقدمت عدة فرضيات تتمحور حول المناعة العالية لدى الاطفال.

وبالتالي فإن إمكانية إصابة صغار السن بالوباء بشكل خطير ضئيلة مع عودتهم إلى مقاعد الدراسة.

 

ما هي مخاطر نشر الفيروس؟

 

وهناك تساؤلات أخرى تتعلق بقدرة الأطفال إذا لم تظهر عليهم الأعراض أو ظهرت بصورة خفيفة على نقل الفيروس إلى أسرهم أو أساتذتهم.

والمعلومات في هذا الخصوص أقل وضوحا، خصوصا لأنه من الصعب دراسة قدرة الأفراد الذين تظهر عوارض خفيفة عليهم أو لا عوارض بتاتا، على نشر الفيروس.

والأربعاء قال البروفيسور جان فرنسوا دلفريسي رئيس المجلس العلمي الخاص بكوفيد-19 الذي يقدم المشورة للحكومة الفرنسية بشأن الوباء إن "كمية الفيروس لدى الطفل غير عالية على الأرجح وهي أقل من الكمية الموجودة لدى الراشد".

وأضاف خلال جلسة استماع برلمانية "ليس لدينا معطيات كافية" حول قدرة انتقال الفيروس بين الأطفال ومنهم إلى عائلاتهم.

وتقول أوديل لوني الأخصائية في الأمراض المعدية في مستشفى كوشان في باريس "خلافا لما نعرف عن الإنفلونزا التي يعتبر الأولاد أبرز ناقليها، يبدو أنهم مع وباء كوفيد-19 ينشرون كمية محدودة من الفيروس".

ويضيف فلاهو أن إبقاء المدارس مقفلة والسماح للراشدين بالعودة إلى عملهم لا معنى له من ناحيتي التنظيم الأسري والصحة العامة.

ويتابع "الخطر هو بقاء الأولاد مع أجدادهم وهي ليست بالفكرة الجيدة".

وتثبت فحوصات الكشف الأشمل التي أجريت إلى هذا اليوم على مستوى بلد بأكمله هو إيسلندا، بأن دور الأطفال في نقل الفيروس محدود جدا. وفي إحدى حملات فحص الكشف على الجزيرة لم تظهر إصابة أي طفل دون العاشرة بالفيروس.

ويقول فلاهو إن استئناف العام الدراسي يمكن أن يرافق بتدابير "تباعد اجتماعي" ووضع الأساتذة والطلاب الأقنعة وحتى "حق التوقف عن الذهاب إلى المدرسة" للأفراد الذين يشعرون بأنهم الأكثر عرضة لخطر الإصابة.

في موازاة ذلك سيكون للعودة إلى المدرسة منافع "من ناحية التغذية وعلى صعيد ضمان وصول أطفال المناطق المحرومة إلى التعليم".

 

هل هناك مخاطر من عودة انتشار الوباء قبل الصيف؟ 

 

ويقول روبير كوهين الأخصائي في الأمراض المعدية وطبيب الأطفال إنه إذا تبين أن صغار السن لا ينشرون بقوة هذا الفيروس، فلا خوف من فترات الاستراحة بين الحصص الدراسية أو الرحلات التي تنظمها المدارس.

وأعلن الأربعاء  أن "الدخول إلى المدرسة او الخروج منها هي الأوقات التي يلتقي فيها الأهالي. وربما هذا سيلعب دورا في تفشي الفيروس أكثر من الأطفال أنفسهم".

ويرى فلاهو "علينا أن نعلم ما نريده. في حال لم نفتح المدارس لا يمكننا السماح للأفراد بالعودة إلى العمل. ورفع العزل لا يعني أننا لن نسجل إصابات خلال الصيف. سنسمح للحياة الاجتماعية والاقتصادية بالعودة تدريجيا إلى طبيعتها مع الأمل بالسيطرة على الوضع تفاديا لإغراق المستشفيات بالمرضى".

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).