خلال تعامل الطواقم مع الحالات المصابة بفايروس كورونا على متن السفينة اليابانية
يواجه النظام الصحي الياباني ضغوطا

قالت تقارير صحفية إن مستشفيات اليابان بدأت بـ"رفض استقبال المرضى" بشكل متزايد، مع ارتفاع تسجيل حالات الإصابة بفيروس كورونا، فيما يتخوف مسؤولون طبيون من ازدياد معدل الوفيات "وانهيار نظام طب الطوارئ".

وقالت الجمعية اليابانية للطب والجمعية اليابانية لطب الطوارئ في بيان مشترك، إن "انهيار طب الطوارئ" حدث بالفعل، وهو مؤشر على الانهيار الشامل للنظام الطبي، وقالت الجمعيتان إنه "بسبب رفض استقبال المرضى فإن المستشفيات تضع عبئاً مفرطاً على العدد المحدود من مراكز الطوارئ المتقدمة والحرجة".

ونقلت وكالة فرانس برس عن يوشيتاكي يوكوكورا، رئيس الجمعية الطبية اليابانية، إنه لا "يوجد ما يكفي من العباءات الواقية والأقنعة ودروع الوجه، مما يزيد من مخاطر العدوى للعاملين الطبيين ويجعل علاج مرضى COVID-19 أكثر صعوبة".

في مارس، كانت هناك 931 حالة لسيارات إسعاف تم رفضها من قبل أكثر من خمسة مستشفيات، وقالت إدارة إطفاء طوكيو إن الرقم ارتفع إلى 830 في الأيام الأحد عشر الأولى من أبريل.

وسجلت اليابان حتى الآن 10 آلاف إصابة، و87 حالة وفاة، لكن المسؤولين الصحيين يتخوفون بشكل جدي من موجة انتشار كبيرة، وقد حذرت فرقة عمل حكومية معنية بالفيروس من احتمال وفاة أكثر من 400 ألف شخص بسبب نقص أجهزة التهوية ومعدات العناية المركزة الأخرى.

وقال رئيس الوزراء شينزو آبي إن الحكومة أمنت 15 ألف جهاز تهوية وتحصل على دعم من سوني وتويوتا موتور كورب لإنتاج المزيد.

وقال أوسامو نيشيدا، رئيس الجمعية اليابانية لطب العناية المركزة، إن المستشفيات اليابانية تفتقر أيضًا إلى وحدات العناية المركزة، حيث يوجد خمسة فقط لكل 100 ألف شخص، مقارنة بنحو 30 في ألمانيا ، و 35 في الولايات المتحدة و 12 في إيطاليا.

وبين نيشيدا إن ارتفاع معدل الوفيات في إيطاليا الذي يبلغ 10٪، مقارنة بنسبة 1٪ في ألمانيا، يرجع جزئيًا إلى نقص مرافق وحدة العناية المركزة، مضيفا "لاتملك اليابان حتى نصف معدل وحدات العناية المركزة الموجود في إيطاليا، ومن المتوقع أن نواجه ازدياد حالات الوفاة بسرعة كبيرة".

ويقول الخبراء اليابانيون إن الدعوات من أجل التباعد الاجتماعي لم تلق استجابة بشكل جيد بما يكفي في المدن المزدحمة مثل طوكيو، حيث لا يزال العديد من الناس يتنقلون إلى مكاتبهم في القطارات المزدحمة حتى بعد إعلان رئيس الوزراء حالة الطوارئ.

ويخشى المسؤولون أن يسافر الناس بشكل أكثر كثافة خلال عطلة "الأسبوع الذهبي" القادمة في أوائل مايو.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).