عاملون بأحد المستشفيات في ولاية نيويورك الأميركية - ٦ أبريل ٢٠٢٠
عاملون بأحد المستشفيات في ولاية نيويورك الأميركية - ٦ أبريل ٢٠٢٠

على مدى أسابيع ظل مسؤولو الحكومة الأميركية ومديرو المستشفيات يحذرون من نقص وشيك في أجهزة التنفس الصناعي مع تفشي وباء كورونا الخطير.

ولكن الأطباء بدأوا الآن يدقون ناقوس الخطر بشأن أزمة غير متوقعة وهي زيادة في مرضى كورونا الذين يعانون من الفشل الكلوي، الأمر الذي يتسبب في نقص في الآلات والإمدادات والموظفين اللازمين لغسيل الكلى في حالات الطوارئ.

وحسب تقرير لنيويورك تايمز، قال أطباء مؤخرا بوحدات العناية المركزة في نيويورك ومدن أميركية أخرى تضررت بشدة من وباء كورونا، أن الفيروس المستجد ليس مجرد مرض يصيب الجهاز التنفسي، بل  يؤثر أيضا على الكلى لدى بعض المرضى، مما يشكل سلسلة أخرى من حسابات الحياة والموت للأطباء الذين يجب عليهم نقل كمية محدودة من أجهزة غسيل الكلى المتخصصة من مريض يعاني من الفشل الكلوي إلى آخر. 

ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت الكلى هدفا رئيسيا للفيروس، أو ما إذا كانت مجرد عضو آخر يقع ضحية عندما يستسلم جسم المريض للفيروس المدمر.

وقال اختصاصي أمراض الكلي ديفيد جولدفارب إن الأطباء يبذلون قصارى جهدهم للتأكد من حصول كل المصابين بفشل كلوي على العلاج وأضاف في تصريح لنيويورك تايمز :

"لم يلاحظ شي مثل هذا على الإطلاق من حيث عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج غسيل.. لا نريد أن يموت الناس بسبب غسيل الكلى غير الكافي."

وخارج نيويورك ، هناك أيضا طلب متزايد على علاجات الكلى في مناطق تشهد تزايدا في عدد الإصابة بكورونا مثل بوسطن وشيكاغو ونيو أورليانز وديترويت.

بين 20-40 في المئة

ويقدر خبراء الكلى أن ما بين 20 في المائة إلى 40 في المائة من ذوي الحالات الحرجة بكورونا يعانون من فشل كلوي ويحتاجون لعمليات غسيل، وفقا للدكتور آلان كليجر، اختصاصي أمراض الكلى في كلية الطب بجامعة ييل، وهو أحد أعضاء فريق الاستجابة الذي كونه البيض الأبيض للتصدي لوباء كوفيد-19.

ونقلت الصحيفة عن طبيب آخر رفض ذكر اسمه "حالة اليأس بين الأطباء وهم يصرخون في بعضهم: أليس لديكم جهاز غسيل تعطوه للمريض؟؟... وظيفتي أصبحت كالجحيم".

غسيل الكلي البريتوني

وفي محاولة لإنقاذ مرضى لجأ بعض الأطباء إلى أنواع بديلة من غسيل الكلى. من بينها آلية تسمى "غسيل الكلي البريتوني" الذي يستخدم عادة في المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة الذين يرغبون في علاج أنفسهم في المنزل.

وقال اختصاصي أمراض الكلي في نيويورك دافيد تشاريتان إن العلاج "ليس دائما مثاليا مع مرضى المستشفيات  وخاصة في أولئك الذين تكون ظروفهم أقل استقرارا ، لكن نحاول إعطاء المرضى شيئا ما"

ولا يقتصر النقص على أجهزة الغسيل فحسب، بل يشمل أيضا السوائل والإمدادات الأخرى اللازمة للغسيل الكلى. كما أن عدم وجود عدد كافٍ من الممرضين المدربين لتقديم العلاج يفاقم الأزمة. 

ترتيب الأولويات

ودعت عدة مستشفيات الحكومة الفيدرالية للمساعدة في أعادة الأولويات الخاصة بنشر المعدات والإمدادات والأفراد للمناطق الأكثر احتياجا في البلاد، مع مطالبة الشركات المصنعة بسرعة الاستجابة للطلب المتزايد لهذه الإمدادات.

إدارة الغذاء والدواء الأميركية وصفت النقص في الإمدادات والمعدات "بغير المسبوق"، موضحة أنها تعمل مع الشركات المصنعة والمستشفيات لتوفير إمدادات إضافية، سواء في الولايات المتحدة أو من الخارج.

احتياج عدد من مصابي كورونا للغسيل لوحظ أيضا في إيطاليا والصين ومناطق أخرى تضررت من الوباء.

ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت إصابة الكلي ناتجة عن استهداف مباشر ام تأثير ثانوي للمرض.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).