تجاوزت أعداد الوفيات بفيروس كورونا 165 ألف شخص حول العالم
تجاوزت أعداد الوفيات بفيروس كورونا 165 ألف شخص حول العالم

حتى قبل أن تبدأ المرحلة المروعة الأولى من جائحة كورونا، فإن العلماء قلقون بشأن الموجة الثانية من انتشار فيروس كورونا، والتي يمكن أن تشبه الانفجار الفيروسي.

حتى الآن أودى فيروس كورونا المستجد بـ 165 ألف شخص وتتجاوز أعداد المصابين به الـ 2.4 مليون شخص إلا أن التوقعات للمرحلة الثانية منه هي الأسوأ.

ويسود الخوف والذعر من السيناريوهات المقبلة، لكن لا شيء مثبت أو واضح، خاصة في ظل عدم توفر لقاح للفيروس، وفق علماء يراقبون حركة الفيروس القاتل.

في ظل عدم توفر لقاح لفيروس كورونا المستجد فإن التوقعات تؤكد موجة ثانية من الإصابات بفيروس كورونا يمكن أن تجتاح العالم مرة أخرى بعد أشهر والتي يمكن أن تكون حدتها وقوتها  أكبر من الموجة الأولى.

العزل والحجر والتباعد الاجتماعي كلها إجراءات ساهمت بشكل جيد من أجل تثبيط انتشار المرض، ولكن ما يخيف العلماء ظهور العديد من الحالات للمصابين والذين لم تظهر عليهم الأعراض على الإطلاق، كما أنهم لا يعلمون ما إذا كان المتعافي من المرض سيصبح منيعا من الإصابة مرة أخرى أم لا، وفق تقرير نشرته صحيفة "يو أس أيه توديه".

وإذا كان هناك مناعة من هذا الفيروس كم تبقى مدتها؟ وهل سيصبح مثل الإنفلونزا الموسمية ويختفي بالصيف؟ أم أنه يستمر بالانتشار بغض النظر عن حالة الطقس؟ كلها أسئلة حاليا تدور في عقول العلماء حتى يرسموا صورة واضحة عن الفيروس الغامض.

بيتر ماكس، مدير مركز أبحاث البيولوجيا في الولايات المتحدة الذي يشرف على إنتاج لقاحات للفيروسات المختلفة، قال إنه إلى أن يتوفر لقاح لفيروس كورونا المستجد سنشهد موجة ثانية وحتى ثالثة، داعيا إلى الواقعية عند التفكير في المستقبل لهذه الأزمة بعيدا عن الآمال العريضة.

فيروسات أخرى يكفي أن تصاب بها مرة واحدة حتى تصبح محصنا منها، وحتى الفيروسات الموسمية يوجد لها لقاحات بحيث يتم تحفيز المناعة عند الشخص بشكل دوريز

ولكن بشأن فيروس كورونا، فالعلماء حتى الآن لم يصلوا لبيانات كافية عنه لتكشف عما إذا كان ينطبق عليها هذا الأمر أم لا.

والمسألة الأخرى أنه لمعرفة مثل هذا الأمر عليك إجراء اختبارات واسعة ومسوحات تجيب عن هذه الاستفسارات.

مارك ليبسيتش، أستاذ علم الأوبة في جامعة هارفرد قال إننا يمكن أن نشهد ما يعرف بمناعة القطيع من خلال المناعة الطبيعة حتى قبل تطوير لقاح بعد انتهاء الموجة الأولى، ولكن لا أحد لديه معلومة حاسمة في هذا الأمر.

غريغوري بولند، أستاذ الطب في روتشسر بولاية مينيسوتا قال إن الموجة الثانية قادمة ولكنها ستصيب المناطق التي لم تتأثر بالمرحلة الأولى، ما يعني أن مناطق جديدة ستعاني بشكل كبير.

أما إذا كانت كورونا تتصرف كالفيروسات الموسمية، فإن هذا يعني أن الذروة المقبلة ستكون بين أكتوبر ونوفمبر المقبلين في نصف الكرة الجنوبي، ولكنها ستعود للانتشار في النصف الشمالي خلال أشهر أكتوبر إلى مايو.

ويرى العلماء أنه إذا تزامنت الموجة المقبلة مع الإنفلونزا الموسمية فإننا سنشهد أمرا كبيرا، فيما يتخوف أستاذ الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا من أن أعداد الوفيات ستكون أكبر عندما يعود الأطفال إلى المدارس.

ويقولون إن السلوك الحالي في الموجة الأولى سيلعب دورا كبيرا في حجم وشدة الموجات اللاحقة، فعلينا الالتزام فيما يتعلق بالتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة في الأماكن العامة وغسل اليدين بكثرة.

ويتخوفون من حالة الفوضى التي ستتسبب بها الموجة الثانية، إذ يمكن أن نشهد إغلاقات في بعض المدن وحياة طبيعية في مدن أخرى، ويمكن أن نشهد أياما دراسية متداخلة، بحيث لا يعود الطلاب للدراسة في الوقت ذاته، والمتحكم في الوقت سيكون انتشار الفيروس.

وحول إعادة الرحلات والسفر بين الدول، قالوا إنهم لن يستغربوا إذا أقرت بعض الدول طرح جوازات سفر خاصة بمن أصبحوا منيعين من الفيروس ليسمح لهم بالسفر وفق ضوابط شديدة.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).