كشفت دراسة جديدة أن عدد الإصابات في الصين قد تصل إلى 2.9 مليون حالة
كشفت دراسة جديدة أن عدد الإصابات في الصين قد تصل إلى 2.9 مليون حالة

مع حالة التستر الشديدة التي تفرضها الحكومة الصينية على المعلومات حول فيروس كورونا خاصة فيما يتعلق بحالات الإصابة والوفاة، أصبح معرفة الحقيقة أصعب من العثور على لقاح ضد الفيروس.

وقد شكك الكثير من الباحثين في الأرقام التي أعلنتها الحكومة الصينية بشأن أعداد الإصابات والوفيات، ومنهم ديريك سيزورز الأكاديمي في معهد "أميركان إنتربريز" الذي أكد أن عدد الوفيات جراء الفيروس تٌقدر بعشرات الآلاف.

وكانت الحكومة الصينية أعلنت تسجيل أكثر من 82  ألف حالة إصابة ونحو 4632 حالة وفاة حتى 20 أبريل الجاري. 

وأوضحت دراسة طرحها ديريك أن أرقام الحكومة الصينية ليست منطقية، لأنها تدل على أن معدلات الإصابة خارج مدينة ووهان مركز تفشي الفيروس أقل 100 مرة من داخلها.

وأشارت إلى أنه وفقأ للأرقام التي نشرتها الصحافة الصينية نقلاً عن عمدة ووهان تشو شيان وانغ، فقد غادر 5 مليون شخص المدينة قبل فرض الحجر الصحي عليها في أواخر يناير الماضي.

وأوضح ديريك أنه لو افترضنا غادر المدينة 1.2 مليون وهو عدد أقل من الذي أعلنته الحكومة، وبالنظر إلى معدل الإصابة بين هؤلاء المسافرين، ستكون النتيجة أن هؤلاء سينقلون الفيروس إلى أكثر من 2.9 شخصاً داخل الصين.

بالإضافة إلى عدد سكان الصين الضخم الذي يصل إلى 1.39 مليار نسمة، مما يعني أن هناك عشرات الملايين الذين أصيبوا بالفيروس، وعشرات آلاف الوفيات.

وتساءل هل من الممكن تصديق أن 1.2 مليون شخص غادروا من مدينة ووهان مركز تفشي الفيروس، نقلوا العدوى إلى 15 ألف فقط؟

وتنفي الصين باستمرار التقارير التي تتهمها بالتلاعب بالأرقام الرسمية، إلا أنها الأسبوع الماضي أعلنت أنها عدلت عدد الوفيات وسجلت 1290 وفاة جديدة ماتوا في المنازل، ليصل إجمالي عدد الوفيات 4632 حالة.

كما استبعد المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو ليغيان "التستر" على الحقائق، مؤكداً أن التأخر في إعلان الأرقام الجديدة بسبب تأخر التقارير.

وقال تشاو: "ربما كان العاملون في المجال الطبي في بعض المرافق منشغلين بإنقاذ الأرواح، وكان هناك تأخر في الإبلاغ، أو نقص في الإبلاغ، أو الإبلاغ الخاطئ، ولكن لم يكن هناك أي تستر على الإطلاق".

وكان عدد من زعماء ورؤساء دول العالم شككوا في الأرقام والمعلومات التي أعلنتها الحكومة الصينية. 

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).